للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(د) ونصبوا أنفسهم حكامًا على لغة القرآن ـ وهم الجاهلون بها وبأولياتها ـ فقالوا إن في القرآن أخطاء لغوية منها رفع إسم إن كقوله: {إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ} (١) .

ونصب الفاعل في قوله: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ} . (٢)

ونصب المضاف إليه في قوله: {وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي} (٣)

إلى نحو ذلك من السخافات والجهالات، ولمزيد جهلهم سموها لغوية، وإنما هي كما يريدون نحوية، وهي تدل دلالة قاطعة على خيبتهم ورسوبهم في امتحان أوليات النحو العربي حيث لم يفهموا من المفعول به، ولم يعرفوا الفرق بين المنصرف وغير المنصرف كما لم يعرفوا إعراب المثنى، فإبراهيم في الآية الكريمة مفعول به لا فاعلا؛ لأن الله تعالى هو الذي ابتلاه، وضراء مضاف إليه ولكنها من الممنوع من الصرف لألف التأنيث الممدودة فتجر بالفتحة ولا تجر بالكسرة كما ظنوا، أما اسم الإشارة: هذان بعد إن ففيه قراءات عديدة بالرفع بالألف، وفي إن قراءات عديدة، والبعض يعمل إن والبعض يلغي عملها، والبعض بفسرها تفسيرات أخرى غير إن المؤكدة الناصبة. (٤)

وهكذا ليس في الأمر خطأ نحوي كما زعموا ولكن بعض ما زعموه جهل، والبعض الآخر له تفسيرات أخرى ولكنها صحيحة ومعروفة في اللهجات العربية والنحو العربي وعند أهل الفن والاختصاص، وأين هؤلاء من أولئك؟


(١) سورة طه: الآية ٦٣
(٢) سورة البقرة: الآية ١٢٤.
(٣) سورة هود: الآية ١٠
(٤) انظر في ذلك تفسير ابن عطية: ١٠/٤٧ – ٤٩

<<  <  ج: ص:  >  >>