للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(ب) قالوا: إن الآية {مَا نَنْسَخْ مِنْ آَيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا} (١) .

تتناقض مع الآية: {وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ}

(٢) .

وليس ذلك صحيحًا لأن الآية الأولى يبين الله تعالى فيها أنه يراعى أحوال العباد ومصالحهم فإذا نسخ آيه أو حكمًا فإنه يأتي بما هو خير منه للناس في معاشهم ومعادهم والآية الثانية تبين أنه لا يستطيع أحد أن يبدل كلام الله أو شيئا منه، فهل نفلا التبديل عن الخلق يشمل الخالق عز وجل؟ كلا. فأين التناقض؟

(ج) قالوا: إن الآية: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (٣) .

تناقض الآية: {يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} (٤) .

فهل هذا صحيح؟ كلا، فالآية الأولى تؤكد حفظ الله تعالى للقرآن من أن تمتد له يد التحريف والتغيير كما امتدت إلى الكتب السابقة، ولكنها لا تحجر على الله تعالى أن يمحو وينسخ ما يشاء من آياته ويثبت ويبقى ما يشاء، كما جاء في الآية الثانية، فهم يخططون بين الله تعالى وخلقه وحاشا الله أن يكون كذلك فهو سبحانه يمحو من الأحكام ما يشاء، ويثبت من الأحكام ما يشاء، وما يمحوه أو يثبته لا تمتد إليه يد أحد بالتغيير أو التبديل لأن الله حافظه.


(١) سورة البقرة: الآية ١٠٦
(٢) سورة الكهف الآية ٢٧.
(٣) سورة الحجر: الآية ٩
(٤) سورة الرعد: الآية ٣٩

<<  <  ج: ص:  >  >>