للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رابعا ـ قولهم: إن القرآن قد حرف وبدل:

وهذا قول كاذب وادعاء باطل، ساقهم إليه حقد دفين وبغض شديد وفهم خاطئ للقرآن الكريم، أرادوا به أن يردوا الصاع صاعين للقرآن الكريم الذي فضحهم وعراهم وأثبت تحريفهم للتوراة والإنجيل، وأردوا أن يحاربوه ويهاجموه بنفس سلاحه فوضعوا كعادتهم الكلمات في غير مواضعها، واستخدموا لسوء فهمهم الألفاظ في غير معانيها، وعادت سهامهم المسومة إلى نحورهم، وإليك بيان ذلك بالتفصيل:

١ ـ فأما قولهم: إن القرآن قد حرف وبدل فيرده المعلوم من تاريخ القرآن على مر العصور والكثير من الآيات القرآنية التي تبين كيف كان ينزل القرآن على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكم كان حريصا على حفظه ومراجعته مع الروح الأمين جبريل ـ عليه السلام ـ وأنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يمليه على أصحابه ومن بينهم كتاب الوحي ـ رضوان الله عليهم أجمعين ـ فور نزوله، فانضم بذلك تدوين السطور إلى حفظ الصدور عند أكثر من واحد مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال تعالى: {وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ العَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ عَلَى قَلبِكَ لِتَكُونَ مِنَ المُنذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الأَوَّلِينَ أَوَلَم يَكُن لَّهُم آيَة أَن يَعلَمَهُ عُلَمَاء بَنِي إِسرَائِيلَ وَلَو نَزَّلنَاهُ عَلَى بَعضِ الأَعجَمِينَ فَقَرَأَهُ عَلَيهِم مَّا كَانُوا بِهِ مُؤمِنِينَ كَذَلِكَ سَلَكنَاهُ فِي قُلُوبِ المُجرِمِينَ لَا يُؤمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا العَذَابَ الأَلِيمَ} (١) .

وقال: {وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآَنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ} (٢) .

وقال: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (١٦) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ (١٧) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ (١٨) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} (٣) .

وقال: {وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ، لَا يَأتِيهِ البَاطِلُ مِن بَينِ يَدَيهِ وَلَا مِن خَلفِهِ تَنزِيلٌ مِّن حَكِيمٍ حَمِيدٍ} (٤) .

وقال: {الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} (٥) .

إلى غير ذلك من الآيات التي تؤكد نزوله وتلقيه وحفظه بإحكام وإتقان، فمن الذي حرف إذن وبدل! جبريل الذي نزل به بأمانة؟ أم محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذي تلقاه

بلهفة وعناية، أم أصحابه الذين حفظوه وكتبوه تحت مراجعة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ؟


(١) سورة الشعراء: الآيات ١٩٢ ـ ٢٠١
(٢) سورة النمل: الآية ٦
(٣) سورة القيامة: الآيات ١٦ ـ ١٩
(٤) سورة فصلت: الآيتان ٤١ ـ ٤٢
(٥) سورة هود: الآية ١

<<  <  ج: ص:  >  >>