من الأسباب الأخرى الخلط بين كلام الفقهاء في العلة في الجهاد والعلة في القتل، ولذلك لا يجوز أن نضع مكان الجهاد الحرب لأن الحرب جزء من الجهاد فينبغي أن تكون القاعدة هي الجهاد. والجهاد بالثلاثة الأمور التي يخير فيها، وأما الخلط بين قضية مقصد الجهاد عند الفقهاء ومقصد القتل أو العلة في القتل هذا خلط كبير أدى ضياع الصورة الصحيحة ونحن نتحدث وننقل كلام أهل العلم في هذا الباب، فإن العلة في الجهاد هي مقاصد الجهاد التي سبق ذكرها والتي أشرت إليها وقد أشير أيضًا في نهاية حديثي عن شيء منها لم أشر إليه من قبل. وأما تحديد العلة في القتل فهي المقاتلة فنقلت العلة في القتل إلى العلة في الجهاد أو العلة في القتال، وفرق بين العلة في الجهاد ومقاصد الجهاد وبين العلة في القتل؛ لأنه لا يقتل إلا من قاتل وعلى ذلك تخرج نصوص الفقهاء في هذا المجال. ومما ينبغي التنبيه إليه أن هناك رسالة اعتمد عليها بعض الباحثين منسوبة لشيخ الإسلام ابن تيمية اعتمد عليها الدكتور عبد العزيز الخياط، وهذه الرسالة من أولها إلى آخرها مبنية على الفرق بين العلة في القتال والعلة في القتل , والتسوية عدم إدراك الفرق بينها والتسوية بين هذا وهذا حتى قالوا: إن العلة في القتل هي المقاتلة ونقلوا هذه العلة إلى مسألة الجهاد، وبنيت هذه الرسالة على هذا الأساس ومقارنتها بكتب شيخ الإسلام مجتمعة تدل على أن هذه الرسالة لا يصح نسبتها إليه، ولذلك العلة في الجهاد عند شيخ الإسلام ابن تيمية هذه المقاصد الكبرى التي تحدث فيها كثير من الإخوان، وهذه الرسالة بحثها بعض الباحثين وأثبت عدم نسبتها وهو الشيخ سليمان بن حمدان.
من الأمور المهمة أيضًا ونحن نتحدث عن العلاقات بين المسلمين والكفار أن نستنقذ المسلمين إلى المفاهيم الصححية؛ لأن هذا هو الحل وهذا هو الصحيح. سنعيش فترة معينة لا ندري كم تطول في حالة التيه والغثاء الذي نحن فيه، لكن لا بد من إبراز الصورة الصحيحة للإسلام والمفاهيم الإسلامية لعلنا ـ إن شاء الله ـ نستطيع أن نخرج من هذا الذي نحن فيه ونسلم للأجيال القادمة تراجم للعلماء الذين يتحدثون عن قضايا الإسلام في هذا العصر الآن فيجدون تراجمهم وهم يتحدثون عن الإسلام بصورته الصحيحة.