أيها الناس، إننا هنا مسؤولون على كل كلمة نقولها وعلى كل قرار نقرره، فاتقوا الله أن تأتي الأجيال المقبلة فتقرأ ما نتركه أو نقرره وتتخذه أيضا كما اتخذناه نحن أساسًا للاستنباط فنتحمل وزرًا ما كان أغنانا عنه، أخشى أن ينطبق علينا قوله، سبحانه وتعالى:{فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ} .
أيها السادة تذكروا ثقل المسؤولية واتقوا الله في أنفسكم وأجيالكم، وفقنا الله إلى كل خير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ محمد الأمين الإسماعيلي:
بسم الله الرحمن الرحيم
عندما ننظر إلى نوع العلاقات الدولية التي ينظمها الإسلام أو القوانين المسنة في ضوء الشريعة الإسلامية نجد قرارات هيئة الأمم المتحدة أمامنا ونجد النظام الذي أسسه العالم ووافق عليه في اجتماعات هيئة الأمم المتحدة، ونجد نظامًا متكاملًا متميزا الذي هو التشريع الإسلامي كذلك في الطرف الآخر، ولكننا نجد قواسم مشتركة ما بين ما وافق عليه هذا العالم وما بين ما هو مثبت في شريعتنا، وإذا نظرنا إلى الأسس الأربعة التي هي أساس التجمع الغربي وما قام عليها أساس تشريعه ونظرنا إلى أساس التشريع في الشريعة الإسلامية نجد في الطرف الآخر أركان أربعة: الأرض، الجنس، اللغة، الآمال المشتركة. هذه الأسس الأربعة تنظر إليها شريعتنا ولكن تجعل من أساس وحيد هو لب تشريعها وهو العقيدة الإسلامية، عقيدتنا الإسلامية عندما تنظر إلى هذه الأسس الأربعة لا تجافيها، ولكنها تنظمها فهي تعترف بالأرض وتعترف بالجنس وتعترف باللغة وتعترف بالآمال المشتركة ولكنها عندما تتحول هذه القضايا الأربع إلى حدود وتتحول هذه الأسس الأربعة إلى سدود آنذاك تتدخل العقيدة الإسلامية لتقف موقفها بالنسة لهذه القضايا. إذن معنى هذا أن هناك أساسًا وحيدًا في شريعتنا الذي هو العقيدة الإسلامية. هذه العقيدة التي هي أساس تكوين الأمة المسلمة وأساس تجمعها , وهي الأساس الذي تنظر به من وراء الحدود وتتعامل مع الناس به.