لا مناص من المواجهة نقولها صريحة جاهرة ساطعة شادخة لبعض القلوب والنفوس، لا مناص من المواجهة بين الإسلام وبين الصليبية والوثنية , وللمواجهة ألوان منها السيف أو ما في مقام السيف , ومنها الدعوة القوية المنطلقة من السلوك ثم من الإقناع. فلنسلك السبيل التي تتيسر، ولنتهيأ لتتيسر تلك التي لم تتيسر لكن دون خنوع أو خضوع {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} .
أيها الأخوة، هذا منطلقنا إلى علاقات بين المسلمين وغيرهم في هذا الوضع الذي نحن فيه وييسر الله لنا أوضاعًا أحسن إن انطلقنا من كتابه وسنة نبيه. هذه واحدة. وأخرى أرتد بها قليلًا إلى الوراء، ما كان أكثر ما نقوله اعتمادًا على خرافة (الضرورة والاضطرار) واعتمادا على خرافة (عموم البلوى) ، وما كان أكثر ما نعتمد فيما نستنبط على مقالات بشر، وكان حقًّا علينا ولزامًا ألا نعتمد إلا على قول الله وقول رسوله وعلى فعل رسول الله وعلى آله أفضل الصلاة وأزكى السلام، أما مقولات البشر أيًّا كانوا فنستأنس بها ولا نتخذها منطلق الاستنباط. وحكاية الضرورة والاضطرار. وخرافة ما يعتمد عليه البعض من مقولة (الضرورة تبيح المحظورة) فقد بينها الله سبحانه وتعالى: {غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ} ، {فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ} ، وللضرورة حدود ولها أسباب تنطلق منها حتى لقد منعوا التقصير، منع بعض الفقهاء التقصير في السفر والإفطار في السفر والتقوت بالميتة أو الدم أو لحم الخنزير عند الاضطرار على من سافر في معصية، فكيف نلجأ في أقل الأشياء إلى دعوى الضرورة فكيف بدعوى الحاجة؟