بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أيها الإخوة في الإسلام:
نحن في الحقيقة نتحدث عن العلاقات الدولية في الإسلام، ونحن ننظر إلى عالمنا ـ عالم اليوم ـ وأنا شخصيًّا حسب ما ألاحظه أن في هذا العالم ليست فيه علاقات قائمة على القانون ولكن فيما يخص العالم الإسلامي، كل العلاقات الموجهة إلى العالم الإسلامي علاقات قوة وجبروت وقد رأينا دولة كبرى الآن هي التي ترى أنها تسيطر على العالم تقوم بتصرفات لا أظن أن أحدًا في العالم ولا في التاريخ يمكن أن يربطها بالقانون، وقد رأينا في سنة ١٩٨٨م، أو في هذه السنة رأيناها قد هاجمت على دولة عربية إسلامية فقتلت الأبرياء وقتلت حتى الأطفال أنها ادعت أن هذه الدولة وراء تفجير مكان ما في ألمانيا وفيها جنودهم، ثم اتضح بعد ذلك أن هذه الدولة لا علاقة لها بهذه الحادثة التي مات ضحيتها كثير من أبناء تلك الدولة العظيمة، ثم نراها في هذه الأيام تعيد الكرة بنفس الدولة وتحاصرها وتهددها , والشيء الذي يحزنني في هذا الأمر كله أننا نحن المسلمين نرى الأمور كلها ونتفرج عليها وكأن الأمر لا يعنينا.
تحدث السيد الرئيس بأن التعليقات التي جرت الآن هي متعلقة بالغزو الثقافي، وهذا في اعتقادي صحيح، ولكن أريد أن أقول شيء واحد هو أن بيننا وبين الغرب صراع حضاري , وهذا الصراع الحضاري لا يقصد دولة معينة وإنما يقصدها باستراتيجية، يريد أن يقضي عليها ثم بعدما تنتهي الضجة يأتي إلى دولة أخرى أيضًا ويقضي عليها. الهدف منها القضاء على العالم الإسلامي, الصراع القائم الآن خصوصا بعد سقوط الشيوعية وما لها من ضلالات الآن من موسكو إلى واشنطن كل هؤلاء ضد الإسلام، وهذا كل ما أريد أن نتنبه له، وأنا أثني على الاقتراح الذي قدمه الأخ محمد عطا السيد من أنه ينبغي تكوين لجنة دائمة للمتابعة، والمسألة في غاية الخطورة، وينبغي عليكم أنتم علماء الإسلام أن تنبهوا المسلمين بما يواجههم من الخطر وهذا الخطر لا يعني دولة واحدة ولا مجموعة دول ولكن يعني كل المسلمين جميعًا. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.