للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثانيا: بالنسبة للشريعة الإسلامية هم يعرفون أنها شريعة ناسخة لغيرها من الشرائع وأنها شريعة مهيمنة لا تقبل غير الهيمنة , وأنها ديانة مهيمنة على ما سبقها من الديانات , وأن الإسلام قد احتضن الديانات الإبراهيمية وحافظ على أصالتها , واعترف بسائر النبوات قبله وحافظ على نقائها وتوحيدها , وهو يريد أن يقدمها من خلال الإسلام الذي لا يقبل سواه التقديم الصحيح. هذه أمور تعتبر بديهية ومدركة إدراكًا تامًّا، فأما أن نخاطبهم بمنطق من يجهلهم ويجهل أنهم يعرفون ونقدم لهم كلمات مجاملة لن تعدو أن تجعلهم يستهينون بنا أكثر ويدركون أننا إنما نتحدث من حالة ضعف ولأننا في حالة ضعف نحاول أن نتحدث بهذا، وهم لديهم بحوث ودراسات في هذا المؤتمر وفي غيره، درسوا قضية ديار الحرب وديار الإسلام، كيف يقسم الفقهاء المسلمون الدار إلى دارين: دار حرب، ودار إسلام، ودار عهد، وهل لدى المسلمين استعداد لأن يتنازلوا عن هذه القسمة ويعترفوا بالنظام العالمي الجديد؟

ثالثا: الشريعة الإسلامية في نظرهم تنافي حقوق الإنسان، هي شريعة فيها حدود وفيها تعازير، وهذه الحدود والتعازير تعتبر مهينة في نظرهم للإنسان المعاصر. هل لدى المسلمين استعداد؛ لأن يتنازلوا عن الشريعة ويعلنوا ذلك صراحة؟ وقد طالبوهم فعلًا بهذا وقد أجابهم بعض من لا خلاق له بأن الإسلام على استعداد لأن يتفاهم حول هذه القضايا كلها وأنه يمكن أن تعاد قراءة الإسلام قراءة جديدة وتقرأ نصوصه قراءة جديدة ويعاد تفسيرها بشكل يجعل المسلمين قادرين على أن ينضموا إلى النظام العالمي الجديد، النظام العالمي الجديد ليس نظامنا إنه نظام الحضارة الغربية المهيمنة المسيطرة التي تريد أن تضم كل شيء تحت جناحيها وتريد أن تنفي كل ثقافة غير ثقافتها وأن تنبذل كل فكر غير فكرها فهي لا تقبل عملية مهادنة ولا تعترف لسواها إلا بأن يكون تابعًا تستفيد منه كما تستفيد من سائر الحضارات والتراث والفلكور الشعبي، هذه حقيقة لا بد من الوعي عليها لكي نتعامل مع الغربيين حين نريد التعامل معهم من منطلقات واضحة مهفومة.

<<  <  ج: ص:  >  >>