بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله، نستغفره ونستعينه ونستهديه ونصلي ونسلم على سيدنا محمد خاتم رسل الله وعلى آله وصحبه ومن تبعه واهتدى بهديه إلى يوم الدين، أما بعد.
في بداية حديثي هذا أود أن أنوه بطريقة عرض البحوث فلأول مرة يشهد المجمع عارضًا يلخص أبحاث جميع الباحثين ويدرج بحثه ضمن أبحاثهم ويكون عارضًا أمينًا وهو الشيخ التسخيري ـ جزاه الله خيرًا ـ وكنقطة نظام أرجو أن أقترح على مقام الرئاسة أن تنبه سائر العارضين لأن يأخذوا بهذا المنهج فلا يحمل الباحثين الآخرين على أن يقرأوا أبحاثهم كتعليقات؛ لأنهم يشعروا بأن بحوثهم قد غبنت.
الأمر الثاني: عرض دولة الدكتور الدواليبي اشتمل على خبر واقتراح وتعليق وملخص محاضرة ولي عليه عودة.
أما الكلمة الطيبة التي تفضل بها الدكتور محمد عطا السيد فهي كلمة طيبة تستحق الالتفات وكذلك الأمنية والأسئلة الثلاثة التي تقدم بها معالي الدكتور الخياط.
الذي أود أن أشير إليه هنا في نقاط: أن المؤتمر الذي أشار إليه دولة الدكتور الدواليبي هو واحد من سلسلة مؤتمرات تعقد أحيانًا سنويًّا وتعقد أحيانا كل ستة أشهر ويحضرها عدد كبير من أبناء العالم الإسلامي وأساتذة الجامعات فيه، وتقوم المناقشات في الغالب على بحوث ودراسات تعد محاورها مسبقًا من قبل أساتذة وخبراء من الموجودين في الجامعات الأمريكية والمستضافين من الخارج. والغربيون لا تنقصهم معرفة الإسلام والمسلمين إطلاقًا فهم يعرفوننا أكثر بكثير مما نعرف أنفسنا، وأذكر أن الرئيس الأمريكي كارتر حين سمع إلى تعليق من أحد القيادات الإسلامية المشهورة بأن أمريكا تحتاج إلى توبة وما لم تتب أمريكا فإن العالم الإسلامي لن يستطيع الصفح عنها، دعا مجموعة من علماء المسلمين، وأساتذة الدراسات الإسلامية في الجامعات الأمريكية ليقضي معهم يومًا كاملًا يشرحون له فيه مفهوم التوبة في الإسلام، ما هي التوبة؟ ما شروطها؟ كيف تتم؟ ما هو الذنب؟ إلى غير ذلك. فهم من هذه الناحية ليسوا بحاجة إلى محاضرات نقدمها عن الإسلام وفضائل الإسلام وحقوق الإنسان في الإسلام وغير ذلك، هم يعرفوننا معرفة دقيقة جيدة بقدر ما نجهلهم. فيعرفون أن الإسلام دين عالمي لا يمكن أن يحده إقليم، ولا يمكن أن ينحصر في دائرة ضيقة، وأنه عقيدة وشريعة، وإن عقيدته نابذة لشركهم كله وَضْعِيِّهِ والسماوي الذي حرفوه، وخلطوه، ويدركون هذا حق الإدراك وحين يقول لهم عالم مسلم أو باحث شيئًا غير ذلك يستهينون به ويعتبرونه إنسانًا مجاملًا يحاول أن يقدم لهم كلمة مجاملة لا أكثر ولا أقل.