للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم بعد ذلك، أرجو وقد عرض الإخوة البحوث وهي بحوث وافية وإن لم تستوف ـ كما قال الأستاذ التسخيري ـ جميع أنواع البحث في هذا الأمر إلا أنني وقد تحدثت عن أن الأصل في الإسلام في العلاقات الدولية السلم لا يعني هذا أن الجهاد غير قائم، وأن الجهاد مطلوب، فنحن مطلوب منا أن نظل نجاهد , وأن نبذل كل غال ونفيس في سبيل الله ـ عز وجل ـ وفي سبيل مقاومة العدوان المتكرر الجديد، ولا يزال من ورائه الصهيونية العالمية، ولا يمكن أن ننسى كما ذكر الإخوة فيما مضى في البحوث الماضية ما يفعل بالمسلمين في أنحاء العالم لكننا لا يمكن أن ننسى أطفال المسلمين في فلسطين وفي القدس وفي المسجد الأقصى والاعتداء عليهم كما تعلمون بالتكسير والتهشيم، والاعتقال والضرب والأذى ومصادرة الأموال وغير ذلك. هذا لا يمكن أن ننساه واليهود من طبيعة دينهم الموجود في كتبهم - ولا أقول الديانة الأولى - هي قتل الشعوب واستعبادها وأنهم شعب الله المختار، ومن يقرأ التوراة ثم شروح التوراة في التلمود يجد الكثير والكثير في اعتبارهم المتميزين وأن جميع الشعوب هم عبيد لهم وأنه تستباح أموالهم ونساؤهم وأطفالهم وأراضيهم وكل ذلك، ولا سيما عندما يكره الإنسان التوجيهات التي وجهت إلى يوشع في التوراة - وهي ليست طبعًا من دين الله في التوراة - عندما أبيح قتل الناس بقتل الأطفال بقتل الرجال بقتل النساء وباستبعادهم وبأسرهم وبتحريق بيوتهم وبتحريق مركباتهم إلى آخر ذلك. ولذلك ونحن نذكر هذا أيضًا نؤكد أن الإسلام يدعو إلى الجهاد , ولكن العلاقات الدولية تقوم على أساس السلام {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ} .

غير أني ولا أحب أن أطيل على الإخوة، فالبحوث بين أيديهم، أتساءل وقد تحدثت عن المعاهدات والاتفاقيات والأمان والموادعة، والموادعة تشمل الهدنة كذلك، أحببت أن أسأل عدة أسئلة لعلنا نخرج أيضًا برأي فقهي فيها أو نؤجلها إلى موعد آخر أو جلسة أخرى أو ندوة أخرى، وقد تحدثنا أقول: هل يجب أن تحدد للمعاهدة أيًّا كان نوعها مدة معينة؟ صلح الحديبية حدد بعشر سنوات لكن الفقهاء اختلفوا في تحديد المدة , وبعضهم أشار وذكر كذلك ما يتعلق بالنسبة إلى دوام المعاهدات والصلح الدائم فيها ما فعل النبي ـ صلى لله عليه وسلم ـ مع يهود بني قريظة وبني قينقاع ,وكذلك بني النضير في أنه لم يحدد في عهوده معهم مدة معينة، ثم كذلك صلح النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع أهل أيلة العقبة وأهل حربة جرباء وأذرع ومقنة في جنوب الأردن أو في جنوب بلاد الشام وكذلك معاهدته مع نصارى نجران وكذلك تجديد العهد من سيدنا أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ للنجرانيين، لم يكن هناك مدة معينة للصلح والفقهاء ـ كما ذكرت في البحث وربما ذكر غيري أيضا في هذا كما قرأت لبعضهم ـ قالوا بجواز ذلك وبجواز أن تكون المدة غير محددة. هذا السؤال الأول. وذهب إلى عدم تحديد المدة عدد كبير من العلماء منهم الميرغناني في كتب الحنفية، ومن المحدثين الشيخ محمد أبو زهرة رحمهم الله جميعا.

<<  <  ج: ص:  >  >>