للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السؤال الثاني: هل تكون معاهدة أو صلح مع من اغتصب أرض المسلمين وأزالهم عنها وشردهم وأخذ أموالهم كاليهود، هل يكون معهم صلح؟ أن أقول هنا الرأي الفقهي ولا أريد أن نخوض في أمر سياسي كما هو حاصل الآن وإن كان هذا ربما يكون للإنسان رأي يستند فيه إلى أدلة، فصلاح الدين الأيوبي ـ مثلًا وليس دليلًا وإنما يستأنس به ـ عمل صلحًا مع ريتشارد قلب الأسد وقد احتل في الحملة الصليبية الثاثة عددًا كبيرا من مدن فلسطين وعمل صلحًا معه على أن يتنازل له عن عكا ويأخذ بدل عكا اللد، وهكذا كان رحمة الله عليه قد دمر عسقلان حتى لا يأخذها ريتشارد تدميرًا كاملًا وأرسل أهلها إلى مصر والسودان وكان عددهم ينوف عن خمسين ألفا من السكان كما أنه غور المياه في طريقه إلى القدس حتى لا يستولي عليها الأعداء ومع ذلك كان رأيه هو عدم الصلح لكن القادة والفقهاء في ذلك الوقت رأوا الصلح لتعب المسلمين وعدم قدرتهم على مواجهة هذه الحملة. على كل حال هذا استئناس لكن نريد رأيًّا في هذا الأمر، هل إذا اغتصبت أراضينا وذهبت أموالنا وشرد أهلنا واستولى اليهود على أرض فلسطين وأقاموا فيها دولة ـ كما تعلمون ـ هل يجوز الصلح معهم أم لا؟ هل يجوز الصلح لمدة مؤقتة؟ أنا أعتقد أنه ليس هناك سلم دائم أبدًا حتى ولو عقدت معاهدات دائمة مع الناس؛ لأن الدنيا تتغير والأحوال تتبدل: {وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} .

والله سبحانه وتعالى أخبرنا من طريق نبينا محمد عليه الصلاة والسلام حتى في نص القرآن في فهم بعض آيات القرآن أننا سنقاتل اليهود وأننا سندمر اليهود ولكن متى؟ وأين؟ وكيف؟ هذا علمه عند الله سبحانه وتعالى، بعد أن نرجع إلى ديننا والعمل بالجهاد في سبيل الله ومن أجل استرداد المسجد الأقصى.

<<  <  ج: ص:  >  >>