والأمر الثاني وقد أثار عواطفي وأثلج صدري أن يبادر خادم الحرمين الشريفين إلى تعمير قبة الصخرة، وقبة الصخرة مع المسجد الأقصى هي ثالث الحرمين الشريفين مسرى النبي صلى الله عليه وسلم ومعراجه إلى السماء العليا، فالمبادرة في إعمار قبة الصخرة في هذا الوقت الذي نذكر فيه حديث النبي صلى الله عليه سلم:((لا تشد الرحال إلا إلى ثلاث مساجد، المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى)) .
وقد كانت مآثره الكبرى في توسعة الحرمين الشريفين فأضيفت إليها هذا المأثرة أيضا إلى إعمار قبة الصخرة فينضم مع الرعيل العظيم الذي قاموا بإعمارها أولًا ثم بترميمها وتجديدها بعد الحروب الصليبية ثم كذلك في إعمارها في أيام الانتداب البريطاني وفي أيام وحدة الضفة الغربية مع الشرقية، ولذلك تعتبر هذه مأثرة كريمة تمسح عن هلال المسجد الأقصى دمعة الأسى في الشقوق والتصدعات التي أصابت هذه القبة العظيمة درة الدنيا في البناء والمعمار؛ ولأنها قبلة المسلمين الأولى نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفق المسلمين دائما إلى الخير.