للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والعلامة الفقيه الشيخ الإمام أبو محمد حسن بن عبد الكبير الشريف ١٢٣٤. وهو أول من تولى إمام جامع الزيتونة من آل بيت الأشراف الموجودين لهذا الزمان (١) . وقد وصفه مخلوف في طبقاته بقوله: أحد شيوخ الإسلام قدوة الخاص والعام فارس المنبر والمحراب الجامع بين شرفي النسب والاكتساب ١٢٣٤. أخذ عن أبيه بسنده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن الشيوخ الشحمي والغرياني وعبد الله السوسي وقاسم المحجوب وجماعة، وعنه الشيوخ إبراهيم الرياحي والبحري وابن ملوكه والخضار والعذار ومحمد السقاط وحسن الخيري وغيرهم. ومن بين الوظائف التي ارتقى إليها وتقلب فيها التدريس بجامع الزيتونة، والكتابة للأمير أبي محمد حمودة باشا ثم الإمامة والخطابة بجامع الزيتونة، وفي ١٢٣٠ الفتيا وعنها كانت وفاته. وله من التحقيقات والمصنفات الدالة على مشاركاته العلمية وضلاعته: حاشيته على شرح مياره للامية الزقاق، وحاشيته على شرح ابن هشام على قطر الندى، وكتابته على شواهد المغني، واختصاره لحاشية البناني، وتعاليقه على شرح مياره على العاصمية، وكتابه معين المفتي، وخطبه المنبرية، ومجموعة صالحة من أشعاره تضمنها مجمع الدواوين لمحمد السنوسي (٢) .

وممن بلغ المراتب المنيفة العلمية والمنازل الشريفة الاجتماعية في هذا العهد أولئك الشيوخ العلماء الذين كان الأمراء أو ملوك الدولة الحسينية يولونهم قضاة أو مفتيين أو يحلونهم رتبة الرئاسة فيهما كقاضي الجماعة ورئيس المفتيين وشيخ الإسلام ونحوها من الوظائف.


(١) وقد وليه في الإمامة من أفراد هذه الأسرة المشايخ محمد بن عبد الكبير الشريف، محمود بن علي محسن، محمد بن محمد محسن، ومحمد الشريف، أحمد الشريف، محمد حمدة بن أحمد الشريف، محمود حسن، مصطفى محسن، عبد الكبير الشريف، أحمد الشريف. محمد ابن الخوجة، معالم التوحيد: ص٦٧ فما بعدها.
(٢) محمد السنوسي، المسامرات: ١/١٢٦، ٢٦٦؛ ومخلوف، الشجرة: ١/٣٦٧، ١٤٦٤؛ وحسن حسني عبد الوهاب، كتاب العمر: ١/٢، ٢٤٥، ٨٥٨ - ٨٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>