يقاطع القارئ بشرح جمله وتعليل أحكامه وإلحاق فائدة لما هو عليه من سعة في الفقه وجودة استحضار وغزارة مادة فلا ينتهون من هذه القراءة لا وقد أشبع رغبات الطلاب بما أزاح من الإشكالات وأوضح من المعاني وصور من المسائل وزاد من الفوائد. وبعد انتهائهم من درس الفقه يشرعون في درس الحديث والكتاب المفضل لديه لتدريس أصحابه هو كتاب -بلوغ المرام- لمطابقته لكتب الأحكام وسيره معها فهو دليلها ومستند أحكامها ومستند تفريعها فيوضح ألفاظه ويبين أحكامه ويبرز فوائده.
وكل ما تقدم من دروس النحو ودروس الفقه ودروس الحديث في جلسة واحدة من جلساته والتلاميذ على حلقته الكبيرة ما بين وارد وصادر وهو في مجلسه كالنبع الصافي والمورد العذب الذي لا ينضب على كثرة الواردين وازدحام الناهلين. ثم يذهب إلى بيته فيلبث فيه بقدر ما يفرغ من حاجاته الضرورية ثم يعود إلى مجلسه في المسجد فيأتيه كبار الطلاب ويشرعون بالقراءة عليه بالكتب الكبار والمراجع الضخام ثم يعود إلى بيته ويستريح فيه حتى تحين صلاة الظهر، وبعد الفراغ من الصلاة يقام الدرس بحضور كبار التلاميذ وصغارهم بأحد الأمهات الست. وبعد الفراغ منها يقرأ عليه الطلاب في كتب العقيدة ككتب شيخ الإسلام ابن تيمية وكتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب وكتب غيرهما في عقائد السلف ويستمر الدرس حتى صلاة العصر وبعد الصلاة إلى قرب المغرب وهو في جلسة واحدة لاستقبال الطلاب فوجا بعد الآخر وهم ما بين كتب التوحيد أو الحديث أو الفقه أو النحو وبعد صلاة المغرب يخصص وقته لعلم الفرائض، فإذا قرب العشاء شرع في درس عام فقرأ عليه قارئ تفسير ابن كثير وهو يعلق على التفسير والآيات