للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في سبيل الله.

قال الشارح: ويلحق به من كان قائما بمصلحة عامة من مصالح المسلمين، كالقضاء والإفتاء والتدريس - وإن كان غنيا -. وأدخل أبو عبيد من كان في مصلحة عامة في العاملين. وأشار إليه البخاري حيث قال: (باب رزق الحاكم والعاملين عليها) وأراد بالرزق ما يرزقه الإمام من بيت المال لمن يقوم بمصالح المسلمين كالقضاء والفتيا والتدريس فله الأخذ من الزكاة فيما يقوم به مدة القيام بالمصلحة وإن كان غنيا. (اهـ المقصود (١).

* * *

وقال المباركفوري: وقيل اللفظ عام فلا يجوز قصره على نوع خاص، ويدخل فيه جميع وجوه الخير من تكفين الموتى وبناء الجسور والحصون وعمارة المساجد وغير ذلك. نقل ذلك القفال عن بعض الفقهاء من غير أن يسميه كما في حاشية تفسير البيضاوي لشيخزاده، وإليه مال الكاساني إذ فسره بجميع القرب، قال في البدائع: سبيل الله عبارة عن جميع القرب ويدخل فيه كل من سعى في طاعة الله وسبيل الخيرات إذا كان محتاجا. وقال النووي في شرح مسلم: وحكى القاضي عياض عن بعض العلماء أنه يجوز صرف الزكاة في المصالح العامة وتأول عليه هذا الحديث أي ما روى البخاري في القسامة أنه - صلى الله عليه وسلم - وداه - أي الذي قتل بخيبر - مائة من إبل الصدقة. اهـ (٢).

* * *

وقال الكاساني: وأما قوله: {وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ} (٣) عبارة عن جميع القرب فيدخل فيه كل من سعى في طاعة الله وسبيل الخيرات إذا كان محتاجا. اهـ (٤).

* * *

وذكر الشيخ محمود شلتوت رحمه الله أن معنى {وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ} (٥) أنه المصالح العامة التي لا ملك فيها لأحد، والتي لا يختص بالانتفاع بها أحد، فملكها، ومنفعتها لخلق


(١) سبل السلام جـ ٢ ص ١٩٨ مطبعة الاستقامة).
(٢) المرآة على المشكاة جـ ٣ ص ١١٧.
(٣) سورة التوبة الآية ٦٠
(٤) بدائع الصنائع جـ ٢ ص ٤٥.
(٥) سورة التوبة الآية ٦٠