للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قول أبي الحسن الكرجي وهو من كبار الفقهاء الشافعية

ذكر الذهبي كتاب "العلو" عنه أنه قال في عقيدته الشهيرة:

عقيدة أصحاب الحديث فقد سمت ... بأرباب دين الله أسنى المراتب

عقائدهم أن الإله بذاته ... على عرشه مع علمه بالغوائب

وقد ذكرت فيما تقدم قول الذهبي: إنه مكتوب على هذه القصيدة بخط العلامة تقي الدين بن الصلاح: هذه عقيدة أهل السنة وأصحاب الحديث.

قول العلامة أبي بكر محمد بن وهب المالكي في شرحه لرسالة الإمام أبي محمد بن أبي زيد.

ذكر الذهبي في كتاب "العلو" عنه أنه قال: أما قوله: (إنه فوق عرشه المجيد بذاته) فمعنى فوق وعلى عند العرب واحد. وفي الكتاب والسنة تصديق ذلك، وهو قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} (١) وقال: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (٢) وقال: {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ} (٣) وساق حديث الجارية والمعراج إلى سدرة المنتهى- إلى أن قال- وقد تأتي لفظة "في" في لغة العرب بمعنى فوق، كقوله: {فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا} (٤)، و {فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} (٥)، و {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} (٦) قال أهل التأويل: يريد فوقها، وهو قول مالك مما فهمه عمن أدرك من التابعين، كما فهموه عن الصحابة، مما فهموه عن النبي صلى الله عليه وسلم: أن الله في السماء، يعني فوقها وعليها، فلذلك قال الشيخ أبو محمد: إنه فوق عرشه، ثم بين أن علوه فوق عرشه إنما هو بذاته؛ لأنه تعالى بائن عن جميع خلقه بلا كيف، وهو في كل مكان بعلمه لا بذاته. انتهى المقصود من كلامه. وقد ذكره ابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية ".

قول الشيخ عبد القادر الجيلي الحنبلي

ذكر شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية في "الفتوى الحموية الكبرى" والذهبي في


(١) سورة يونس الآية ٣
(٢) سورة طه الآية ٥
(٣) سورة النحل الآية ٥٠
(٤) سورة الملك الآية ١٥
(٥) سورة طه الآية ٧١
(٦) سورة الملك الآية ١٦