للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبه: إلى الحافظ أبي بكر: حدثني أبو الوليد الدربندي: سمعت عبدان بن أحمد الخطيب -سبط أحمد بن عبدان الشيرازي - سمعت جدي يقول: اجتاز أبو القاسم البغوي بنهر طابق على باب مسجد، فسمع صوت مستمل، فقال: من هذا؟ فقالوا: ابن صاعد. قال: ذاك الصبي؟ قالوا: نعم. قال: والله لا أبرح حتى أملي هاهنا. فصعد دكة وجلس، ورآه أصحاب الحديث، فقاموا وتركوا ابن صاعد.

ثم قال: حدثنا أحمد بن حنبل قبل أن يولد المحدثون، وحدثنا طالوت قبل أن يولد المحدثون، وحدثنا أبو نصر التمار. فأملى ستة عشر حديثا عن ستة عشر شيخا، ما بقي من يروي عنهم سواه.

وبه: أخبرنا أحمد بن أحمد بن محمد القصري، سمعت أبا زيد، الحسين بن الحسن بن عامر الكوفي يقول: قدم البغوي إلى الكوفة، فاجتمعنا مع ابن عقدة إليه لنسمع منه، فسألنا عنه، فقالت الجارية: قد أكل سمكا، وشرب فقاعا ونام، فعجب ابن عقدة من ذلك لكبر سنه.

ثم أذن لنا، فدخلنا، فقال: يا أبا العباس، حدثتني أختي أنها كانت نازلة في بني حمان، وكان في الموضع طحان، فكان يقول لغلامه: اصمد أبا بكر. فيصمد البغل إلى أن يذهب بعض الليل، ثم يقول: اصمد عمر. فيصمد الآخر. فقال له ابن عقدة: يا أبا القاسم، لا تحملك عصبيتك لأحمد بن حنبل أن تقول في أهل الكوفة ما ليس فيهم، ما روى: خير هذه الأمة بعد نبيها، أبو بكر وعمر عن علي إلا أهل الكوفة، ولكن أهل المدينة رووا: " أن عليا لم يبايع أبا بكر إلا بعد ستة أشهر ".

فقال له أبو القاسم: " يا أبا العباس، لا تحملك عصبيتك لأهل الكوفة على أن تتقول على أهل المدينة. ثم بعد ذلك أخرج الكتب، وانبسط، وحدثنا.