للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويقول آخر:

إذا لم يكن عون من الله للفتى ... فأول ما يجني عليه اجتهاده (١)

والمؤمن يعمل الأسباب لدفع المضار ومنها السحر والعين ويتوكل على الله في حفظه لأن الخوف الشديد من العين أو السحر أو الجن يعد من التطير الذي ينافي كمال التوكل (٢) وعلى المؤمن كذلك أن يتوكل عليه في رفع المصائب والأدواء, فإذا أصابه هم فليذكر قوله تعالى: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (٥) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} (سورة الشرح: ٥: ٦).

قال ابن كثير: «وقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم يومًا مسرورًا فرحًا وهو يضحك وهو يقول: لن يغلب عسر يسرين لن يغلب عسر يسرين» (٣) والله يقول: {سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا} (سورة الطلاق: ٧)، فذكر سبحانه العسر ثم أعاده بالألف واللام فعلم أنه هو ولما ذكر يسرا ثم أعاده بدون الألف واللام علم أن الثاني غير الأول فصار العسر الثاني العسر الأول وصار اليسر الثاني غير اليسر


(١) البيت لعلي بن أبي طالب: انظر سبل السلام/الصنعاني:٤/ ٢٠٧,والذخيرة في محاسن أهل الجزيرة/ البسامي:٥/ ١٨٥.
(٢) انظر لطائف المعارف/ ابن رجب:٧١. ') ">
(٣) أخرجه البخاري: ٤/ ١٨٩٢.