للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بُرهان (١) أنه ذُكر عن الأشعري في المسألة ثلاثة أقوال:

أحدها: الاشتراك. والثاني: أنه حقيقة في اللفظ مجازٌ في مدلوله. والثالث: عكسُه. مجازٌ في اللفظ حقيقة في مدلوله.

ثم ذكر دليلَهم على الاشتراك، وهو الاستعمال؛ لأنه قد استُعمل لغة وعُرفًا فيهما، والأصلُ في الإطلاق الحقيقة فيكون مُشتركًا (٢)

أمَّا استعمالُه في العبارات فكثيرٌ ظاهر، كقوله تعالى: {يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [سورة البقرة:٧٥]، وقوله تعالى: {فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ} [سورة التوبة:٦]، وأمَّا استعمالُه في المعنى النَّفسي وهو مدلولُ العبارة فكَقوله (٣) تعالى: {وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ} (٤) [سورة المجادلة:٨]، وقوله: {وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ} [سورة الملك:١٣]،


(١) أحمد بن علي بن محمد الوكيل، أبو الفتح ابن بُرهان. فقيهٌ أصولي محدّث، ولد ببغداد عام ٤٧٩هـ وتوفي عام ٥٢٠هـ، له البسيط، والوسيط، والوصول إلى علم الأصول، ينظر: طبقات السبكي ٦/ ٣٠
(٢) ينظر: ابن برهان، الوصول ١/ ١٣٠، وابن اللحام، القواعد الأصولية ١٥٤. ') ">
(٣) (س): كقوله. ') ">
(٤) من قوله: وهو مدلول. إلى: في أنفسهم. معلقٌ في هامش الأصل وعليه كلمة صح. ') ">