للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(الأمن السياسي): وذلك بالحفاظ على كيان الأمة وجمع كلمتها ووحدة صفها تحت ولاة أمرها، والوقوف سدا منيعا أمام من يخل بأمنها واستقرارها، لا سيما في هذا الزمن الذي اضطربت فيه الأحوال، وتزعزعت فيه الأوضاع، مما يحتم على الأمة الالتفاف حول قيادتها، والحذر من مكائد أعدائها.

كما أن من المسؤوليات الملقاة على القيادة المسلمة التفكير الدقيق والنظر البعيد في الأمور، والتنبه إلى أنها مستهدفة من قبل أعدائها في دينها وفي كل أحوالها، وأن الأعداء يسعون لزعزعة كيانها من خلال إيجاد صراعات مفتعلة، وإشعال فتيل نزاعات مختلفة، ووضعها موضع تهمة وتقصير لأجل إضعاف شوكتها، والتدخل في شؤونها؛ فالحذر الحذر من مكائد أعدائها.

فلأجل الحفاظ على كيان الأمة أمر الإسلام أتباعه بالسمع والطاعة بل وقرن طاعة ولي الأمر بطاعة الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، قال - صلى الله عليه وسلم - «عليك السمع والطاعة في عسرك ويسرك، ومنشطك ومكرهك، وأثرة عليك (١)» وقال: «من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى


(١) أخرجه النسائي في سننه ٧/ ١٤٠، ٤١٥٥، والبيهقي في السنن الكبرى ٨/ ١٥٥، ١٧٠٤٨