للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تقم على أغراض دنيوية ولا على مطامع مادية، ولا على مصالح مشتركة متى تخلفت زالت عنها وحدتنا، كلا.

إنه دين ندين الله به، وفريضة افترضها الله علينا، وحدتنا قامت على قواعد راسخة، كتب الله لها الخلود والبقاء عزيزة منيفة، وحدتنا قوة صادقة: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} (١)، وحدتنا على عقيدة ومنهج سليم على وفق الكتاب والسنة وما فهمه سلف هذه الأمة، وحدتنا ليست خيارا من خيارات، ولكنها تكليف وتشريف من الله لنا {وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً} (٢).

لقد تخلف كثير من أمة الإسلام عن كثير من مجالات الحياة، وخضعوا لعدوهم المتسلط عليهم، وتكالب عليهم الطامعون، فما ذاك، إنما هو لبعد كثير من المسلمين عما أنزل الله فأضلهم الله وأذلهم، ولا طريقة لهم إلا الاجتماع على الحق، وأن تكون وحدة الأمة في سبيل ما ينزلها المنزلة اللائقة بها.

ولا بد للأمة من منظومة عسكرية واقتصادية وسياسية حتى تنهض من كبوتها وتتبوأ مكانتها {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} (٣).

أيها المسلم: إسلامك ليس هوية تحملها، وليس اسما تتكلم به، ولا جماعة تنتمي إليها، كلا إنه دين الإسلام ربى أهل الطاعة على


(١) سورة الحجرات الآية ١٠
(٢) سورة المؤمنون الآية ٥٢
(٣) سورة البقرة الآية ١٤٣