للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي كل جانب من جوانب حياتهم وترك الابتداع بل ومحاربة البدع وأهلها لإيمانهم أن الدين كامل وأن كل بدعة مردودة.

قال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} (١).

وقال صلى الله عليه وسلم: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد (٢)»، ولذا نهوا عن مناظرة أهل البدع إلا لضرورة من عالم لا يخشى عليه أو الجلوس معهم أو سماع كلامهم خوفا من التلبيس على المناظر وهم لا يرجعون، أو التأثير على الجليس أو السامع لكلامهم، بل وينهون عن نقل شبهاتهم خوفا من ضعف الناقل فيعجز عن إبطالها، ومن ثم يفتتن بها بعض من سمعها أو قرأها، زيادة على كون ذلك فيه إهانة للمبتدعة ومحاصرة لأفكارهم وعدم جعل الكتب السلفية جسورا تعبر عليها تلك الآراء المنحرفة (٣).

ومما ورد عن السلف في ذلك ما رواه البغوي عن سفيان الثوري (من سمع بدعة فلا يحكها لجلسائه لا يلقيها في قلوبهم) (٤).


(١) سورة المائدة الآية ٣
(٢) أخرجه البخاري في البيوع باب النجش، ومسلم في الأقضية باب نقض الأحكام الباطلة، وأبو داود في السنة باب لزم السنة، وانظر: جامع الأصول حديث ٧٥ (المتن والحاشية).
(٣) انظر: شرح أصول اعتقاد أهل السنة، ج١ ص٥٦ (المدخل).
(٤) شرح السنة للبغوي ج١، ص ٢٢٧.