للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٥ - عدم الخوض في المسائل الاعتقادية مما لا مجال للعقل فيه من الأمور الغيبية. عملا بقوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} (١).

وقوله تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} (٢).

وقوله صلى الله عليه وسلم لما سئل عن أطفال المشركين - «الله أعلم بما كانوا عاملين (٣)».

ولإدراكهم أيضا بأن العقل البشري عاجز عن معرفة الأمور الغيبية بنفسه استقلالا وأن دور العقل هو الفهم والاتباع والاعتقاد لما جاء به الوحي (٤).

قال الإمام أحمد: (ومن لم يعرف تفسير الحديث ويبلغه عقله فقد كفي ذلك. . . فعليه الإيمان به والتسليم له. . .) (٥).


(١) سورة الأعراف الآية ٣٣
(٢) سورة الإسراء الآية ٣٦
(٣) أخرجه البخاري في القدر باب الله أعلم بما كانوا عاملين، ومسلم في القدر باب معنى كل مولود يولد على الفطرة، والنسائي في الجنائز باب أولاد المشركين، وانظر: جامع الأصول حديث ٧٥٩٧.
(٤) انظر: شرح أصول اعتقاد أهل السنة، ج١ ص ٥٦ (المدخل).
(٥) طبقات الحنابلة ج١ ص ٢٤١.