سبحانه. . . وقد أمر المؤمنين أن يكونوا مع الله ورسوله كذلك. . . فعلى كل مؤمن أن لا يتكلم في شيء من الدين إلا تبعا لما جاء به الرسول ولا يتقدم بين يديه بل ينظر ما قال فيكون قوله تبعا لقوله، وعلمه تبعا لأمره، فهكذا كان الصحابة ومن سلك سبيلهم من التابعين لهم بإحسان وأئمة المسلمين ولهذا لم يكن أحد منهم يعارض النصوص بمعقوله. . . وإذا أراد معرفة شيء من الدين والكلام فيه نظر فيما قاله الله والرسول. . . فهذا أصل السنة) (١).
وهناك دليل عقلي للبرهنة على ضرورة تقديم النقل على العقل يستخلصه ابن تيمية بعد ضرب الأمثال.
فيذكر أنه إذا حدث نزاع بين أصحاب المهن المختلفة. . احتكم المتنازعون إلى الأعلم منهم ثم يقول: (ومن المعلوم أن مباينة الرسول صلى الله عليه وسلم لذوي العقول أعظم من مباينة أهل العلم بالصناعات العلمية والعملية والعلوم العقلية الاجتهادية كالطب. . . لسائر الناس. فإن من الناس من يمكنه أن يصير عالما بتلك الصناعات العلمية والعملية كعلم أربابها، ولا يمكن من لم يجعله الله رسولا إلى الناس أن يصير بمنزلة من جعله الله تعالى رسولا إلى الناس، فإن النبوة لا تنال بالاجتهاد كما هو مذهب أهل الملل. .