للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والسنة أثبتوه وما كان منها مخالفا للكتاب والسنة أبطلوه " (١).

وقال أيضا وهو يتكلم عن أهل السنة: ". . . وكل ما يقولونه أو يفعلونه من هذا أو غيره فإنما هم فيه متبعون للكتاب والسنة " (٢).

٢ - تقديم النقل - وهو الكتاب والسنة الصحيحة - على العقل وبيان ذلك: أنه إذا حصل ما يوهم التعارض بين العقل والنقل قدموا النقل. عملا بقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} (٣).

يقول شيخ الإسلام - بعد أن أورد هذه الآية -: (فإن هذا أمر للمؤمنين بما وصف به الملائكة كما قال تعالى: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ} (٤) {لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ} (٥)، فوصفهم سبحانه بأنهم لا يسبقونه بالقول وأنهم بأمره يعملون، فلا يخبرون عن شيء من صفاته ولا غير صفاته إلا بعد أن يخبر سبحانه بما يخبر به، فيكون خبرهم وقولهم تبعا لخبره وقوله، كما قال: {لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ} (٦) وأعمالهم تابعة لأمره، فلا يعملون إلا ما أمرهم هو أن يعملوا به فهم مطيعون لأمره


(١) الفتاوى ج٣ ص ٣٤٧، ٣٤٨.
(٢) الفتاوى ج٣ ص ١٥٩.
(٣) سورة الحجرات الآية ١
(٤) سورة الأنبياء الآية ٢٦
(٥) سورة الأنبياء الآية ٢٧
(٦) سورة الأنبياء الآية ٢٧