ويجب أن نلاحظ أخيرا، أن كل ما نقلناه من خلاف بين العلماء في هذا الفصل، إنما هو في أحكام الآخرة فقط، أي في مآل الجهل يوم القيامة في أحكام الثواب والعقاب عند الله سبحانه وتعالى، وأما بالنسبة لأحكام الدنيا فلا خلاف بين العلماء في اعتباره كافرا في ظاهر أمره، وذلك لجريان الأحكام في الدنيا على هذا الأساس.
يقول ابن القيم: والله يقضي بين عباده يوم القيامة بحكمه وعدله، ولا يعذب إلا من قامت عليه حجته بالرسل، فهذا مقطوع به في جملة الخلق، أما كون زيد من الناس بعينه أو عمرو قامت عليه الحجة أم لا؟ فذلك مما لا يمكن الدخول بين الله وبين عباده فيه، بل الواجب على العبد أن يعتقد:
١ - أن كل من دان بدين غير الإسلام فهو كافر.
٢ - وأن الله لا يعذب أحدا إلا بعد قيام الحجة عليه بالرسول.
هذا في الجملة، والتعيين موكول إلى الله، وهذا في أحكام الثواب والعقاب.
وأما في أحكام الدنيا فهي جارية على ظاهر الأمر اهـ.