للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تعالى. وذلك بإخبار الرسول عنهم أنهم في النار. .

قال الحكمي في معارج القبول: إن أنواع الكفر لا تخرج عن أربعة: كفر جهل وتكذيب، وكفر جحود، وكفر عناد واستكبار، وكفر نفاق. فأحدها يخرج من الملة بالكلية، - إلى أن يقول-: " وإن انتفى تصديق القلب مع عدم العلم بالحق، فكفر الجهل والتكذيب ".

وقال ابن القيم: والإسلام هو توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له، والإيمان بالله وبرسوله واتباعه فيما جاء به، فما لم يأت العبد بهذا فليس بمسلم، وإن لم يكن كافرا، معاندا فهو كافر جاهل، فغاية هذه الطبقة أنهم كفار جهال غير معاندين، وعدم عنادهم لا يخرجهم عن كونهم كفارا؛ فإن الكافر من جحد توحيد الله وكذب رسوله إما عنادا أو جهلا وتقليدا لأهل العناد اهـ (١).

ونخلص إلى أن الجهل يؤثر على صحة الإسلام سلبا بل يفسد الإسلام ويبطله؛ لكون هذا الجاهل أشرك مع الله فلا يعذر لجهله؛ لأنه مفطور على الملة أولا، ولأنه أعرض عن العلم والعمل ثانيا، ولأن رسول الله أخبرنا عن الذين كانوا في الجاهلية ولم يتبعوا الرسل السابقين أنهم في النار، أي كفار. فالجاهل بالتوحيد صاحبه


(١) عقيدة الموحدين ص٣٣١ - ٣٣٥.