للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شكورا لما خص به من اختيار وإباحة ما هو أولى وأفضل.

وقوله: {وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} (١) أي: كثير المغفرة فيغفر ما يشاء من الذنوب صغيرها وكبيرها {رَحِيمًا} (٢) أي واسع الرحمة، ومن رحمته سبحانه أن وسع الأمر في مواقع الحرج، ولم يعاقبهم على سالف ذنب منهم بعد توبتهم منه.

٩ - قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} (٣).

قال أبو حيان: " كان دأب الجاهلية أن تخرج الحرة والأمة مكشوفتي الوجه في درع وخمار، وكان الزناة يتعرضون إذا خرجن بالليل لقضاء حوائجهن في النخيل والغيطان (٤) للإماء، وربما تعرضوا للحرة بعلة الأمة، يقولون: حسبناها أمة، فأمرن أن يخالفن بزيهن عن زي الإماء بلبس الأردية والملاحف وستر الرؤوس والوجوه ليحتشمن ويهبن فلا يطمع فيهن. . . وقوله: {وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ} (٥) يشمل الحرائر والإماء، والفتنة بالإماء أكثر، لكثرة تصرفهن بخلاف الحرائر، فيحتاج إخراجهن من عموم


(١) سورة الأحزاب الآية ٥٠
(٢) سورة الأحزاب الآية ٥٠
(٣) سورة الأحزاب الآية ٥٩
(٤) الغيطان: جمع غائط، وهو المطمئن الواسع من الأرض، القاموس (غوط) ٢/ ٣٧٦.
(٥) سورة الأحزاب الآية ٥٩