للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعملوا بما جاءهم به من ربه،، ونذيرا من النار أن يدخلوها إن هم كذبوه ولم يؤمنوا به وخالفوا ما جاءهم به، وقدم التبشير على الإنذار لشرف المبشرين وعظيم ثوابهم، ولأنه المقصود الأصلي، إذ هو صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين.

الوصف الرابع: {وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ} (١) أي: يدعو الناس إلى توحيده سبحانه وإلى سائر ما يجب الإيمان به وطاعته والحذر من معصيته، والوقوع في نواهيه، وقوله: {بِإِذْنِهِ} (٢) أي: بأمره إياك بذلك.

الوصف الخامس: {وَسِرَاجًا مُنِيرًا} (٣) أي: ضياء ينير لمن استضاء بضوئه، وهو النور الذي أتى به الخلق من عند الله، فهو يهدي به من اتبعه من أمته، مؤمنا به عاملا بما يأمرهم به، تاركا ومجانبا ما حذرهم منه، وما أتاهم به مبرهن عليه، مظهر على غيره بأوضح الحجج وأصدق الأدلة.

وبولغ في الوصف بالإنارة، لأن من السراج ما لا يضيء إذا قل سليطه ودق فتيله، فهو كوصف الشيء بالمشتق من لفظه كقولهم: شعر شاعر وليل أليل، أو من معناه كالآية، لإفادة قوة معنى الاسم في الموصوف به، فإن هدي النبي صلى الله عليه وسلم أوضح الهدي وإرشاده أبلغ الإرشاد، فهو كالسراج الوقاد الذي يضيء ظلمة المكان، فهديه ودعوته واضحة لا لبس فيها، لا تترك باطلا إلا فضحته ولا شبهة إلا أزالتها، وهو القائل:


(١) سورة الأحزاب الآية ٤٦
(٢) سورة الأحزاب الآية ٤٦
(٣) سورة الأحزاب الآية ٤٦