فيكون كلام ابن عابدين صحيحا وتعليل علي مبارك مقبولا ولكن ينتقض كل هذه المحاولات التوفيقية إذا عرفنا أن الرطل الذي حسب به الجمهور صاعهم هو رطل بغداد لا رطل المدينة - الرطل البغدادي - بصريح عبارة النووي الذي عرفناه سابقا بما يعادل ١٠. ٧١ أوقية و ١٢٨. ٥٧ درهما وهو بالغرامات ١٢٨. ٥٧ × ٣. ١٧ = ٤٠٧. ٥٧٦٩ غرام وهو أقل من رطل المدينة المتقدم.
ولهذا فما يزال خلاف الحنفية قائما، وتعليل ابن عابدين رحمه الله ينقضه تصريح النووي بأن رطل الجمهور هو رطل بغدادي.
ولهذا شدد ابن حزم (١) رحمه الله النكير على الحنفية فقال: إن شريكا العبسي راوي حديث الوضوء بالمد والوضوء برطلين - مطروح اشتهر بتدليس المنكرات إلى الثقات، وقد أسقط حديثه عبد الله بن المبارك ويحيى بن سعيد القطان، كما أورد روايات أخرى احتج بها الحنفية وقد اضطربت فيها عدد أرطال إناء الوضوء: ثمانية، وتسعة، وعشرة أرطال، ثم روى ابن حزم ما يثبت أن صاع المدينة خمسة أرطال وثلث، ومدهم رطل ونصف وربع وثلث بحسب رزانة المكيل، فلا محيد إذن عن قول