للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بدأه بوضع المثقال أولا فجعله: (٦٠) ستين حبة زنة الحبة: (مائة حبة خردل طبيعي بري معتدل)، ثم جعلها صنجة، وجمع منها زنة المثقال (٦٠٠٠) حبة خردل (١)، وذكر الذهبي في تحرير الدرهم والمثقال مثل هذا الكلام عن ابن الرفعة في الإيضاح والتبيان، والسروجي في شرح الهداية، والسيوطي في قطع المجادلة - أن اليونان قدروا الدرهم من حب الخردل البري بـ: (٤٢٠٠) حبة، فإذا أضفنا إليه ثلاثة أسباعه: (١٨٠٠) كان مثقالا (٦٠٠٠) حبة فيكون الدرهم سبعة أعشار المثقال، وسبب التقدير بالخردل لأنه لا يختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة. ووهم الذهبي في نسبة هذا القول للسيوطي، فرسالته (قطع المجادلة) خالية من هذا الكلام.

ثم إن المتأخرين قدروا بحب الشعير الممتلئ الأغرل المقطوع (ما دق من طرفيه) فكان المثقال ٧٢ شعيرة، والدرهم ٢/ ٥ ٥٠ حبة شعير (٢) فالدرهم سبعة أعشار المثقال.

فالدرهم الإسلامي الشرعي الذي تزن منه العشرة سبعة مثاقيل، والأوقية أربعون درهما فهو على هذا التقدير سبعة أعشار الدينار، متفق عليه بين فقهاء الإسلام، والراجح عند جمهورهم أن المثقال المذكور يعادل ٧٢ حبة شعير بينما يكون الدرهم ٢/ ٥ ٥٠ حبة شعير، وهي التي ضربها عبد الملك (٣) وفقا لتقدير عمر رضي الله عنه، وإعمالا لحديث «الميزان ميزان مكة».

والتقدير السابق هو قول الشافعية والمالكية والحنابلة - إلا أن الحنابلة


(١) المقريزي ص ٢٩ من كتاب الكرمللي، النقود العربية.
(٢) المقريزي ص ٧٦ - ٧٧ من كتاب الكرمللي، النقود العربية.
(٣) الخراج والنظم المالية للريس ص٣٤٦، الأحكام السلطانية ص١٥٤.