للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عاقبة الرياء غلب على نفسه الحذر من الرياء كي يقبل عمله وكيلا ينفضح في ذلك اليوم.

٦ - كتمان العمل وإسراره.

كذلك ومن وسائل الوقاية من الرياء كتمان العمل وإسراره، حتى لا يخالطه رياء ولا يكون للشيطان مدخل يشوش على صاحبه في نيته.

وقد نص سبحانه وتعالى على أفضلية الصدقة المخفاة على صدقة العلانية في قوله تعالى: {إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} (١) «وعد - صلى الله عليه وسلم - المسر بالصدقة حتى لا تعلم شماله ما تنفق - يمينه أحد السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله (٢)».

ويروى إنه قيل لبعضهم: ما دواء الرياء؟

قال: كتمان العمل، قيل له: فكيف يكتم العمل؟ قال: ما كلفت إظهاره من العمل فلا تدخل فيه إلا بالإخلاص، وما لم تكلف إظهاره أحب أن لا يطلع عليه إلا الله (٣).

وقد خص العلماء أفضلية الإخفاء بالنوافل دون الفرائض (٤).

واستثنى بعض العلماء أولئك الذين يقتدى بهم، فهؤلاء يستحب في حقهم الإعلان دون الإسرار بشرط أن يأمنوا على أنفسهم الرياء، وقد فصل


(١) سورة البقرة الآية ٢٧١
(٢) صحيح البخاري الأذان (٦٦٠)، صحيح مسلم الزكاة (١٠٣١)، سنن الترمذي الزهد (٢٣٩١)، سنن النسائي آداب القضاة (٥٣٨٠)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٤٣٩)، موطأ مالك الجامع (١٧٧٧).
(٣) الكفر والمكفرات ص ٣٨.
(٤) تفسير القرطبي جـ ٣/ ٣٣٢.