للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وخرج النعمان بن مقرن في أهل الكوفة، فأخذ وسط السواد حتى قطع دجلة بحبال ميسان، ثم أخذ البر إلى الأهواز على البغال يجنبون (١) الخيل، وسار قدما نحو الهرمزان - والهرمزان يومئذ برامهرمز - فلما سمع الهرمزان بمسير النعمان إليه، بادره بالهجوم عليه، ورجا أن يهزمه، وطمع في نصر أهل فارس، وقد أقبلوا نحوه، ونزلت أوائل إمداداتهم قريبا منه، والتقى النعمان والهرمزان، بـ: أربك (٢)، فانتصر النعمان على الهرمزان، وأخلى رامهرمز وتركها، ولحق بـ (تستر) (٣). وسار النعمان من أربك حتى نزل برامهرمز، ثم صعد لأيذج، فصالحه قائدها عليها، فقبل منه وتركه ورجع إلى رامهرمز وأقام بها.

ولما سار النعمان في أهل الكوفة وسبق سهل بن عدي في أهل البصرة، قصد سهل ومن معه تستر للقضاء على قوات الهرمزان فيها، ومال النعمان إلى تستر أيضا، ونزلوا جميعا: أهل البصرة، وأهل الكوفة، على تستر، وقصدها معهم المسلمون الذين كانوا في الأهواز، وبها الهرمزان وجنوده من أهل فارس وأهل الجبال والأهواز في الخنادق. وكتب المسلمون بذلك إلى عمر بن الخطاب واستمده أبو سبرة، فأمدهم بأبي موسى.


(١) يقال: جنب الدابة، إذا قادها إلى جنبه.
(٢) أربك: بلد وناحية ذات قرى ومزارع من نواحي الأهواز، انظر التفاصيل في معجم البلدان (١/ ١٧٢).
(٣) تستر: أعظم مدينة في الأهواز، وهي شوشتر، انظر التفاصيل في معجم البلدان (٢/ ٢٨٦).