ومن تحريك النزعات: سواء كانت عقدية أو قبلية، أو طائفية تشتعل فتيلة البأس، وتتوقد نار الفتنة النائمة، فيجدها أعداء إسلام في تحريك الأمر من وراء ستار لتكبير الصغير، وتوسيع الخرق الضيق.
وفي هذا شق لعصا الجماعة، وخروج على أوامر الإسلام الذي يدعو للاعتصام والتماسك. فقد نهى صلى الله عليه وسلم عن عصبية الجاهلية، وعن التفاخر بالأحساب والأنساب ليجمعهم حول الإسلام ومكانته في تأليف القلوب، وتوحيد الصفوف، والانصهار تحت قيادة واحدة، والسمع والطاعة لهذه القيادة، ضمن الإطار الإسلامي وفي بوتقته.
أما تحريك النزعات العقدية، فهي من الدعوات الجاهلية التي يغتنمها أعداء الأمة عندما تطغى الأثرة، وتضعف مكانة الإسلام في القلوب: عقيدة وفهما. ويضعف الوازع الديني بتغليب رغبات النفس على تعاليم الدين، وتقديم العاطفة والمصلحة الذاتية، على ما شرع الله، عند ذلك يصبح الإنسان سريع التأثر، لأنه فتح على نفسه بابا يسهل الولوج معه، وثغرة تجد الأفكار والآراء طريقا للنفاذ معها.