للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

٧٠١ - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ:

إِمَامٌ عَادِلٌ، وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللَّهِ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ بِالْمَسْجِدِ إِذَا خَرَجَ مِنْهُ حَتَّى يَعُودَ إِلَيْهِ، وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ حَسَبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ» ) . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

ــ

٧٠١ - (وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (سَبْعَةٌ) : أَيْ: أَشْخَاصٌ، وَلَا مَفْهُومَ لَهُ، إِذْ وَرَدَ مَا يَدُلُّ عَلَى الزِّيَادَةِ (يُظِلُّهُمُ اللَّهُ) : أَيْ: يُدْخِلُهُمْ (فِي ظِلِّهُ) أَيْ: رَحْمَتِهِ (يَوْمَ لَا ظِلَّ) " أَيْ: لَا قُدْرَةَ وَلَا رَحْمَةَ (إِلَّا ظِلُّهُ) قَالَ ابْنُ الْمَلَكِ فِي شَرْحِ السُّنَّةِ: أَيْ يُدْخِلُهُمْ فِي حِرَاسَتِهِ وَرِعَايَتِهِ، وَقِيلَ: الْمُرَادُ ظِلُّ الْعَرْشِ إِذْ جَاءَ فِي بَعْضِ طُرُقِ الْحَدِيثِ فِي ظِلِّ عَرْشِهِ اهـ.

وَفِيهِ إِشْكَالٌ لِمَا وَرَدَ مِنْ دُنُوِّ الشَّمْسِ مِنَ الرُّءُوسِ الْمُسْتَلْزِمِ لِكَوْنِهَا تَحْتَ الْعَرْشِ الْمُسْتَلْزِمِ لِعَدَمِ الظِّلِّ، إِذْ لَا يَظْهَرُهُ إِلَّا الشَّمْسُ. وَأَجَابَ ابْنُ حَجَرٍ بِمَنْعِ دَعْوَى أَنَّهُ لَا يَظْهَرُهُ إِلَّا هِيَ، وَقَالَ: أَلَا تَرَى أَنَّ الْجَنَّةَ لَا شَمْسَ فِيهَا مَعَ قَوْلِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: ( «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا كَذَا» ) فَكَمَا جَازَ لِلشَّجَرَةِ ظِلٌّ مَعَ عَدَمِ الشَّمْسِ، فَكَذَلِكَ الْعَرْشُ اهـ. وَحَاصِلُهُ أَنَّ الظِّلَّ غَيْرُ مُخْتَصٍّ بِمَا يَحْجُبُ عَنْ نُورِ الشَّمْسِ، بَلْ عَامٌّ فِي كُلِّ نُورٍ كَنُورِ الْقَمَرِ فِي الدُّنْيَا، وَأَنْوَارِ الْجَنَّةِ فِي الْعُقْبَى، لَكِنْ لَا خَفَاءَ فِي عَدَمِ ظُهُورِ الْجَوَابِ، وَيُمْكِنُ أَنْ يُقَالَ: إِنَّ الْمُرَادَ بِهِ لِأَنْ يَرْتَفِعَ إِلَى ظِلِّ الْعَرْشِ مِنْ حَضِيضِ الْفَرْشِ، أَوْ ظِلِّ الْعَرْشِ يَغْلِبُ عَلَى الشَّمْسِ بِالنِّسْبَةِ إِلَيْهِ فَلَا يَبْقَى لَهُ تَأْثِيرُ الْحَرَارَةِ، وَمِنْهُ خَبَرُ: جُزْ يَا مُؤْمِنُ فَإِنَّ نُورَكَ أَطْفَأَ لَهِيبِي. قَالَ الرَّاغِبُ: الظِّلُّ ضِدُّ الضِّحِّ وَهُوَ أَعَمُّ مِنَ الْفَيْءِ، وَيُعَبَّرُ بِهِ عَنِ الْعِزَّةِ وَالْمَنَعَةِ يُقَالُ: أَظَلَّنِي أَيْ: حَرَسَنِي

<<  <  ج: ص:  >  >>