(١) وقوله رحمه الله: لا بمنجّم، دليل ذلك ما رواه أبو هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا رَأيْتُمُ الْهِلَالَ فَصُومُوا. وإِذَا رَأيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَصُومُوا ثَلَاثِينَ يَوْمًا". أخرجه مسلم في الصيام، والنسائي، وابن ماجه، والبخاري في صحيحه بلفظ:"فَأكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلَاثِينَ".
وعلى هذا جمهور فقهاء الأمصار بالحجاز والعراق والشَّام والمغرب؛ منهم مالك والشافعي والأوزاعي والثوري وأبو حنيفة وأصحابه، وعامة أهل الحديث.
وقول المختصر هنا: لا بمنجّم، رد لما ذهب إليه بعض أهل العلم، من أن المراد بقوله - صلى الله عليه وسلم -: "فَاقْدُرُوا لَهُ". التقدير بحساب سير القمر في المنازل. أي قدِّروا له منازل القمر، فإنه يدلكم على أن الشهر تسع وعشرون أو ثلاثون.
قال ابن سريج: هذا خطاب لمن خصه الله بهذا العلم. وقوله:"فَأَكْمِلُوا الْعِدَّةَ". خطاب للعامة التي لم تعن به. ا. هـ. البغوي.
قلت: ولا يخفى ما في قول ابن سريج هذا من السقوط؛ لأنه يجعل اعتبارًا لقول المنجم. وفي الحديث:"كَذِبَ الْمُنَجِّمُونَ وَلَوْ صَدَقُوا". أو كما قال - صلى الله عليه وسلم -.
وأيضًا قال المازري: حمل جمهور الفقهاء قوله - صلى الله عليه وسلم -: "فَاقْدُرُوا لَهُ" على أن المراد إكمال العدة ثلاثين، كما فسره حديث آخر، ولا يجوز أن يكون المراد حساب النجوم؛ لأن الناس لو كلفوا به ضاق عليهم؛ لأنه لا يعرفه إلا الأفراد، والشارع إنما يأمر الناس بما يعرفه جماهيرهم. ا. هـ. شرح السنة. من التعليق. ص ٢٣٠/ جـ ٦.
(٢) وقوله: ولا يفطر منفرد بشوال ولو أمن الظهور، هو لما في الموطإ ونصه: قال: ومن رأى هلال شوال وحده فإنه لا يفطر؛ لأن الناس يتهمونه على أن يفطر منهم من ليس مأمونًا. ويقول أولئك إذا ظهر عليهم: قد رأينا الهلال. ا. هـ. منه. بلفظه.
قال الباجي: وقال أشهب يفطر بالنية ويمسك عن الأكل وهذا هو الصحيح؛ لأن الإِمساك عن الأكل يخرج عما خيف عليه. ا. هـ. منه.
(٣) وقوله: وفي تلفيق شاهد أوله لآخر آخره، هذه مسألة ليس فيها إلَّا الاجتهاد. والذي عليه =