بالغنم. فقامت عندما سمعت ذلك منه، تبين له كيف كانت أسباب تأخرها بسرحها عن الرعاة، ورواحها قبل هؤلاء، وأن ذلك للحرص على عدم ضياع بعض سرحها بالاختلاط مع مواشي الغير، فازداد إعجابًا بها. والله تعالى أعلم.
هذا آخر ما جمعته من أدلة مختصر العلامة خليل بن إسحاق المالكي. لكنه عمل قصَّر بي جهلي فيه عن الإِتيان بكل ما كنت أؤمل من أدلة، ولعل ذلك أيضًا لكثرة المسائل الاجتهادية فيه والفروع المقدرة.
فرحم الله عبدًا أنصفني. إني، وإن كنت لم أستوعب ما دمت جمعه، فقد فتحت الطريق لمن بعدي، وقديمًا قيل: مَا لَا يُدْرَكُ كُلُّهُ لَا يُتْرَكُ كُلُّهُ. أرجو الله جلت قدرته أن يمن علينا بالرضا، وأن يتولانا برحمته وعنايته، وأن يختم لنا بالسعادة حتى نفوز بالنظر إلى وجهه الكريم، وصلى الله وسلَّم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأزواجه وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
انتهى بمكة المكرمة في عشرين خلت من جمادي الثانية عام ١٤٠٥ للهجرة النبوية.