ولأن في الله سبحانه وتعالى كفاية. فوجب أن يكتفى (١) باسمه في اليمين. (ولحاكم تغليظها فيما فيه خطر) وهو المثل في الغلو كالخطير: وذلك؛ (كجناية لا توجب قودا، وعتق، ونصاب زكاة). ومن التغليظ تغليظها (بلفظ: كوالله الذي لا إله إلا هو، عالم الغيب والشهادة، الرحمن الرحيم، الطالب، الغالب، الضار، النافع، الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور) فالطالب: اسم فاعل من طلب الشيء إذا قصده.
والغالب: اسم فاعل من غلبه بمعنى قهره.
والضار النافع: من أسماء الله الحسنى أي: قادر على ضر من شاء ونفع من شاء. وخائنة الأعين: يفسر بأنه يضمر في نفسه شيئا ويكف لسانه عنه ويومئ بعينه. فإذا ظهر ذلك سميت خائنة الأعين.
وقال الشافعي: رأيتهم يؤكدون اليمين بالمصحف. ورأيت ابن مازن قاضي صنعاء يغلظ اليمين به.
قال ابن المنذر: لا نترك سنة النبي صلى الله عليه وسلم لفعل ابن مازن ولا غيره.
(ويقول يهودي) مع التغليظ باللفظ: (والله لِلَّهِ الذي أنزل التوراة على موسى، وفلق له البحر، وأنجاه من فرعون وملائه.
ويقول نصرانى) مع التغليظ باللفظ: (والله لِلَّهِ الذي أنزل الإنجيل على عيسى، وجعله يحصي الموتى، ويبرى الأكمه والأبرص.
ويقول مجوسي ووثني) مع التغليظ باللفظ: (والله لِلَّهِ الذي خلقني وصورنى ورزقني)؛ لأنه يعظم خالقه ورازقه. أشبه كلمة التوحيد عند المسلم. (ويحلف صابئي) وهو: الذي يعظم النجوم (ومن يعبد غير الله تعالى: بالله تعالى).