للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فأفضل ذلك ما كان أسبغ. فيكون الأفضل القميص والرداء، ثم الإزار أو السراويل مع القميص، ثم أحدهما مع الرداء، وأفضلهما مع الرداء الإزار؛ لأنه لبسة الصحابة.

ولأنه لا يَحكي تقاطيع الخلقة.

وأفضلهما تحت القميص السراويل؛ لأنه أستر ولا يحكي خلقة في هذه الحالة.

وروى حرب بإسناده عن ابن عباس قال: " لما اتخذ الله إبراهيم خليلا قيل: وار عن الأرض عورتك. فاتخذ السراويلات ".

ولأحمد في " مسنده " عن أبي أمامة قال: " قلنا: يا رسول الله لِلَّهِ إن أهل الكتاب يتسرولون ولا يأتزرون. قال: تسرولوا واتزروا وخالفوا أهل الكتاب " (١) . انتهى.

(ويكفي ستر عورته) أي: عورة الرجل (في نفل).

قال في " الإنصاف ": نص عليها في رواية حنبل، وهو المذهب.

قال المجد في " شرح الهداية ": لأنه قد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يصلي بالليل

في ثوب وأحد بعضه على أهله، والثوب الواحد لا يتسع لذلك مع ستر المنكبين. قالت عائشة: " رأيت رسول الله صلى في ثوب وأحد بعضه علي " (٢) . رواه أبو داود.

ولأن النفل سومح فيه بترك القيام وفعله على الراحلة دفعا للمشقة. وعادة الإنسان في بيته وخلوته قلة اللباس وتخفيفه، وغالب نفله يقع فيه. فسومح فيه لذلك. ولا كذلك الفرض؛ فإن الغالب فعله ظاهرا بين الناس، والعادة تكميل اللباس منهم، وأن لا يُكتفى بستر العورة فافترقا. انتهى.

(وشرط في فرض) مع ستر العورة: (ستر جمع أحد عاتقيه بلباس).


(١) أخرجه أحمد في " مسنده " (٢٢٠٣٥) ٥: ٢٦٥.
(٢) أخرجه أبو داود في " سننه " (٣٧٠) ١: ١٠١ كتاب الطهارة، باب في الرخصة في ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>