للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وادامها). والأصل في ذلك؛ ما روى عمر رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا قال المؤذن: الله أكبر فقال أحدكم: الله أكبر، ثم قال: أشهد أن

لا إله إلا الله فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، ثم قال: أشهد أن محمدا رسول الله فقال: أشهد أن محمدا رسول الله، ثم قال: حي على الصلاة فقال: لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: حي على الفلاح، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: الله أكبر الله أكبر قال: الله أكبر الله أكبر، ثم قال: لا إله إلا الله قال: لا إله إلا الله مخلصا من قلبه، دخل الجنة " (١) . رواه مسلم.

قال الأثرم: هذا من الأحاديث الجياد.

وأما كونه يقول عند الحيعلة: لا حول ولا قوة إلا بالله؛ فلأن حي على

الصلاة خطاب فإعادته عبث بل سبيله الطاعة وسؤال الحول والقوة.

وتكون الإجابة عقيب كل كلمة.

والأصل في استحباب إجابة المقيم؛ ما روى أبو داود بإسناده عن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أن بلالا أخذ في الإقامة فلما أن قال: قد قامت الصلاة قال النبي صلى الله عليه وسلم: أقامها الله وأدامها " (٢) .

وقال في سائر الإقامة كنحو حديث عمر في الأذان.

ومعنى: ولا حول ولا قوة إلا بالله: إظهار العجز وطلب المعونة منه في كل الأمور وهو حقيقة العبودية.

وقال الهيثم: أصل لا حول من حال الشيء إذا تحرك. يقول: لا حركة

ولا استطاعة إلا بالله.

وقال اين مسعود: معناه: لا حول عن معصية الله إلا بعصمة الله، ولا قوة

على طاعته إلا بمعونته.

قال الخطابي: هذا أحسن ما جاء فيه.


(١) ١ أخرجه مسلم في " صحيحه " (٣٨٥) ١: ٢٨٩ كتاب الصلاة، باب استحباب القول مثل قول المؤذن لمن سمعه
(٢) ٢ أخرجه أبو داود في " سننه " (٥٢٨) ١: ١٤٥ كتاب الصلاة، باب ما يقول إذا سمع الإقامة.

<<  <  ج: ص:  >  >>