للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

" أن النبي صلى الله عليه وسلم لقنه الأذان والقاه عليه فقال له تقول: أشهد أن لا إله إلا الله، اشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدا رسول الله، اشهد أن محمدا رسول الله. . ثم ذكر سائر الأذان " (١) . أخرجه مسلم.

واحتج مالك لمذهبه بأن الأذان الذي كان يؤذن به أبو محذورة: الله أكبر الله اكبر، اشهد أن لا إله إلا الله.

واحتج الإمام أحمد رحمه الله تعالى بحديث عبد الله بن زيد، لأن بلالا كان

يؤذن به مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حضرا وسفرا، واقره النبي صلى الله عليه وسلم بعد أذان أبى محذورة.

قال الأثرم: سمعت أبا عبد الله سئل إلى أى الأذان تذهب؟ قال: إلى أذان

بلال. قيل له: أليس حديث أبى محذورة بعد حديث عبد الله بن زيد، لأن

حديث أبي محذورة بعد فتح مكة؟ فقال: اليس قد رجع النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وأقر بلال على اذان عبد الله بن زيد.

ويحتمل أن النبي صلى الله عليه وسلم انما أمر أبا محذورة بذكر الشهادتين سراً، ليحصل له الإخلاص بهما فانه في الإسراًر أبلغ، وخص أبا محذورة بذلك؛ لأنه لم يكن مقرا بهما حينئذ فان في الخبر: " انه كان مستهزءا يحكي أذان مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم. فسمع النبي صلى الله عليه وسلم صوته فدعاه فأمره بالأذان. قال: ولا شئ عندي أبغض من النبي صلى الله عليه وسلم ولامماجاء به " (٢) فقصد النبي صلى الله عليه وسلم نطقه بالشهادتين سراً " ليسلم بذلك، وهذا لا يوجد في غيره. ودليل هذا الاحتمال: كون النبي صلى الله عليه وسلم لم يأصر به

بلالا ولا غيره ممن هو ثابت الإسلام.

(وهي) الإقامة (إحدى عشرة) كلمة (بلا تثنية) وفاقاً للشافعي. وهي

المذكورة في حديث عبد الله بن زيد؛ لما روي عن عبد الله بن عمر انه قال:

" انما كان الأذان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتين مرتين، والإقامة مرة مرة.


(١) ١ أخرجه عسلم في " صحيحه! (٣٧٩) ١: ٢٨٧ كتاب الصلاة، بهاب صفة الأذان
(٢) ٢ أخرجه النسائي في " سننه دا (٦٣١) ٢: ٥ كتاب الأذان، بهاب كيف الأذان، من حديث أبي محذووة رضي الله عنه وذكر القصة بطولها.

<<  <  ج: ص:  >  >>