للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولما روى الحاكم وقال صحيح الإسناد: ((أن ابن عباس قال لعثمان رضي

الله تعالى عنهم: ليس الأخوان (١) إخوة في لسان قومك فلم تحجب بهما الأم؟ فقال: لا أستطيع ان أرد شيئا كان قبلي ومضى في البلدان وتوارث الناس به)) (٢) . وهذا من عثمان يدل على اجتماع الناس على ذلك قبل مخالفة ابن عباس.

قال الزمخشري في هذه الآية: لفظ الإخوة هنا يتناول الأخوين؛ لأن المقصود الجمعية المطلقة من غير كمية. انتهى.

ولأن كل حجب تعلق بعدد كان أوله اثنين، كحجب البنات ببنات (٣) الابن، والأخوات من الأبوين الأخوات من الأب.

والإخوة تستعمل في الاثنين. قال الله تعالى: (وإن كانوا إخوة رجالأ ونساء

فلذكر مثل حلى ألانثيين) [النساء: ١٧٦].

وهذا الحكم ثابت في أخ وأخت.

ومن أهل اللغة من يجعل الاثنين جمعا حقيقة. ويدل عليه قول ابن عباس لعثمان: ((في لسان قومك)): يعني قريشا.

ومنهم من يستعمله مجازا فيصرف اليه بالدليل.

وعلم من عبارة المتن أنه لا فرق بين الذكر والأنثى؛ لقوله تعالى:

اخوة). وهذا يقع على الجميع. بدليل قوله تعالى: (وإن كانوا إخوة فرجالا ونساء) [النساء: ١٧٦]. وظاهر عبارة المتن أنه لا فرق في الحاجب للأم إلى السدس من الإخوة بين كونه وارثا أو محجوبا بالأب وهو المذهب.

قال في ((الإنصاف)): واختار الشيخ تقي الدين أن الإخوة لا يحجبون الأم من

الثلث إلى السدس إلا إذا كانوا وارثين معها. فإن كانوا محجوبين بالأب ورثت الثلث. فلها في مثل أبوين وأخوين الثلث عنده. والأصحاب على خلافه. انتهى


(١) في خ: للاخوان.
(٢) أخرجه الحاكم في ((مستدركه)) (٧٩٦٠) ٤: ٣٧٢ كتاب الفرائض.
(٣) في أ: بنات.

<<  <  ج: ص:  >  >>