[مراتب الذكر وكيفياته]
السؤال
وصف الله تعالى المؤمنين بالذاكرين، فكيف يكون الذكر؟
الجواب
{ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ} [الأحزاب:٣٥] فالذكر أيها الإخوة ثلاثة أصناف أو ثلاثة أنواع:
ذكر باللسان: بعض الناس يذكر بلسانه لكنه لا يستشعر، مثل بعض الناس يذكر الله هو يمشي: إنا لله وإنا إليه راجعون، لا إله إلا الله، لكن لا يستشعرها بقلبه؛ هذه أقل درجات الذكر، يؤجر لكنها أقل درجات الذكر.
الذكر الثاني: ذكر القلب: لا يذكر بلسانه؛ لكن يتذكر ربه دائماً، قلبه حينئذٍ يخاف من الله، يرجو الله، يستعين بالله، لكن لسانه لا يذكر ربه.
الثالث وهو أعلى الدرجات: ما واطأ اللسان القلب: يذكر ربه بلسانه وبقلبه، إذا قال: استغفر الله، فهي من اللسان ومن القلب.
والذكر يا عبد الله ليس باللسان فقط بل حتى بالجوارح؛ الصلاة ذكر، والصيام ذكر، والزكاة ذكر، والأمر بالمعروف وطلب العلم ذكر، كل هذا ذكر يا عبد الله، كل ما فعلت من طاعة فهو ذكر لله جل وعلا.
أما الذكر فهناك أذكار مقيدة وأذكار مطلقة:
من الأذكار المقيدة: أذكار مثلاً تكون عند مناسبات مثل: عند دخول البيت، والخروج من البيت، قبل أيام سمعت عن شاب، جاءني والده، يقول: دخل أجلكم الله الحمام يقول: سقط انزلق في الحمام ووقع، يقول: من ذلك اليوم من وقوعه يبكي ويفزع، أخذ يبكي ويصيح من ذلك اليوم الذي دخل أجلكم الله فيه الحمام وسقط؛ فلعله يكون التفسير فيه شيء من الوضوح، سألت هذا الشاب قلت: لما دخلت أجلك الله إلى الحمام ذكرت الله أم لا؟ يقول: نسيت، رجل صالح لكن نسي، تلك اللحظة نسي أن يذكر الله: (باسم الله، اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث).
الحشوس -الحمامات- ممتلئة بالشياطين وبعض الشياطين خبيث يترصد لبعض الناس الذين يريد أن يصدهم عن الذكر وعن الصلاة وعن الطاعة، فإذا غفل مرة عن ذكر الله أصابه، وهذا يحدث كما قال الله جل وعلا: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا} [البقرة:٢٧٥] يعني: بعض الناس يتخبطه الشيطان من المس وهذا لعله يراه بعض الناس، الحصن من ذلك ذكر الله، إذا دخلت البيت وقلت: باسم الله، انحبس خارج البيت ولا يدخل، فإذا قلت عند العشاء: باسم الله منع من العشاء والطعام، وهذا الأمر حقيقة، بل بعض الناس كما قال الله جل وعلا: {وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلادِ} [الإسراء:٦٤] يجامع زوجته معه نعوذ بالله! ألا تغار على زوجتك؟ بعض الناس الشيطان يجامع زوجته معه وهذا في القرآن موجود، إذاً ما الحصن؟ تذكر الله جل وعلا، تقول: باسم الله، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا، هذا عند الجماع.
إذاً ذكر الله عند مناسبات يحصنك من الشيطان.
وهناك ذكر مطلق: في جميع الأحيان (سبحان الله، الحمد لله، لا إله إلا الله، الله أكبر، لا حول ولا قوة إلا بالله) (كلمتان خفيفتان على اللسان) يا أخي تنتظر الدوام وأنت في السيارة ذاهب إلى العمل وأنت راجع إلى البيت تنتظر دورك عند مستوصف عند جمعية في أي مكان تنتظر حرك لسانك بالذكر (خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن؛ سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم) إذا قلتها مرة غرست لك نخلة في الجنة، وما من شجرة في الجنة إلا ساقها ذهب، أتريد كنزاً من كنوز الجنة؟
لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة.
(من قال: سبحان الله وبحمده مائة مرة حطت عنه خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر).
فضل عظيم وأجر كبير لكن من منا يحسن هذا الأجر؟! (من كان خالياً بالله وذكره) أي: من يذكر الله؛ سواء بشريط قرآن، أو درس، أو محاضرة، أو هو يذكر الله في السيارة قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إلا كان رَدِفُه ملَك، ومن اختلى بالشيطان وذكره) وذلك مثل الغناء، والموسيقى، والفجور، والمعازف في السيارة- قال: (إلا كان رَدِفُه شيطان) أعاذنا الله وإياكم منه، هذا لو أصيب بحادث هل يذكره الشيطان بـ (لا إله إلا الله)؟ وصاحب الذكر إذا أصيب بحادث ذكره الملك بالشهادتين، أما ذاك فيذكره بالفساد والمنكر.
إذاً يا إخوة على الواحد منا أن يكون لسانه رطباً بذكر الله حتى إذا جاءته منيته يكون أول ما يتذكر (لا إله إلا الله) (ومن كان آخر كلامه لا إله إلا الله، دخل الجنة).