يصبحوا مصدرا للقلاقل (١) ، أما ما جبل عليه يهود المدينة من نقض للعهود وتكذيب للرسالات، وما أشربوا في قلوبهم من حقد على الإسلام ورسوله الكريم، فهذه حقائق لا يشير إليها مونتيه أو غيره من المستشرقين.
الاتجاه المادي:
ينهج المستشرقون الفرنسيون ذوو الاتجاه الإلحادي المادي في دراستهم لحياة الرسول صلى الله عليه وسلم منهجا إسقاطيا مدمرا لأسس الثقة في معطيات السيرة النبوية. إنهم يريدون إسقاط الوقائع المادية المحسوسة على الوقائع التاريخية والدينية ذات الصلة بالوحي الإلهي والغيبيات، فيفسرونها في ضوء خبراتهم ومشاعرهم الخاصة.
فالغزوات والفتوحات تفسر بتفسيرات تخلط بين الدوافع الاقتصادية والدوافع الدينية وهي تفسيرات ساذجة إلى حد كبير، وقد يتوصل أحيانا إلى نتائج مفادها أن المشاكل التي استطاعت أن تحلها الغزوات والفتوحات كانت مشاكل اقتصادية اجتماعية وليست مشاكل دينية، أما نجاح الدعوة الإسلامية فكانت تشكل-في زعمهم- إجابة لاحتياجات المجتمع المدني في ذلك الوقت، وأن النبي محمدا صلى الله عليه وسلم استطاع أن يقف على هذه الاحتياجات التي كانت في أساسها احتياجات اقتصادية، لهذا كتب لدعوته النجاح.
وهذه الادعاءات جميعها ليس لها أي نصيب من الصحة ولا تصمد أمام النقد العلمي الموضوعي