للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومستأصلا لهم إلى غير ذلك من الشبهات والطعون.

ويستند معظم المستشرقين الفرنسيين ذوي النزعة اليهودية في ذلك إلى أن اليهود كانوا على قوة في الجزيرة العربية كلها، وكانت كتاباتهم المقدسة معروفة، سواء أكان ذلك التوراة أو التلمود أو المشنا (من شروح التوراة والتلمود) .

يقول هنري ماسيه: "إن مما لا ريب فيه أن التأثير اليهودي يبدو أكثر وضوحا من التأثير المسيحي وقد حاول محمد صلى الله عليه وسلم أن يستميل اليهود حيث زودته علاقاته بهم بمعلومات عن العهد القديم (التوراة) ، ويوجد فعلا انعكاس لهذه المحادثات في أجزاء القرآن التي يعود تاريخها إلى ذلك الوقت حيث تبدو المهارة بإضافة إبراهيم إلى الإسلام" (١) .

ويدعي المستشرق الفرنسي إدوارد مونتيه E. Montet صاحب ترجمة معاني القرآن الكريم المعروفة في كتاب له عن "محمد صلى الله عليه وسلم والقرآن" بشرية القرآن واستحالة أن يكون من عند الله تعالى، ثم يشير إلى أن النص القرآني قد تعمق في الإلهام اليهودي أكثر من الإلهام المسيحي ويرد ذلك إلى الأصل المشترك لليهود والعرب أي السامية.

وقد أفاض مونتيه في تحليل علاقات الرسول صلى الله عليه وسلم باليهود في الجزيرة العربية. وعندما وجدها تنتهي بالقطيعة فسَّر ذلك بالعديد من الأسباب من أهمها الزعم بمحاولة إجبارهم على اعتناق الإسلام الأمر الذي رفضه اليهود وتصدوا له، مما دفع بالرسول صلى الله عليه وسلم إلى استئصالهم والقضاء عليهم مخافة أن


(١) Henri Massé: l’Islam, ٣eme ed, librairie Paris p.

<<  <   >  >>