للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال: ادن فكل وكفر عن يمينك، ثم تلا هذه الآية إلى قوله: {وَلا تَعْتَدُوا} ١.

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} الآية: ٩٠، ٩٣

[٦٩٧] وقد أخرج أحمد ومسلم في سبب نزول هذه الآية عن سعد ابن أبي وقاص قال: صنع رجل من الأنصار طعاما فدعانا فشربنا الخمر قبل أن تحرم حتى سكرنا، فتفاخرنا، إلى أن قال: فنزلت: {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ} {فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} - إلى قوله -: {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} ٢.

[٦٩٨] وأخرج النسائي والبيهقي بسند صحيح عن ابن عباس أنه لما نزل تحريم الخمر في قبيلتين من الأنصار شربوا، فلما ثمل القوم عبث بعضهم ببعض، فلما أن صحوا جعل الرجل يرى في وجهه ورأسه الأثر فيقول: صنع هذا أخي فلان، وكانوا إخوة ليس في قلوبهم ضغائن، فيقول: والله لو كان بي رحيما ما صنع بي هذا، حتى وقعت في قلوبهم الضغائن، فأنزل الله عز وجل هذه


١ فتح الباري ١١/٥٧٥.
أخرجه الثوري كما في تفسير ابن كثير ٣/١٦١، ومن طريقه ابن أبي حاتم رقم٦٦٩١ عن منصور، عن أبي الضحى، عن مسروق، قال: كنا عند عبد الله ابن مسعود - فذكر هـ.
وأخرجه الحاكم ٢/٣١٣-٣١٤ من طريق إسحاق بن راهويه، عن جرير، عن منصور، به. وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
٢ فتح الباري ٨/٢٧٨.
أخرجه مسلم في صحيحه رقم١٧٤٨-٤٣، ٤٤ - في فضائل الصحابة، باب في فضائل سعد - بسنده عن سعد - نحوه مطولا. وهو في المسند ١/١٨١، ١٨٦. وقد ذكره ابن كثير ٣/١٧٦ برواية البيهقي مختصراً، ثم أشار إلى رواية مسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>