وبخاصة لما تكون الروايات طويلة، فإنه في هذه الحالة يختصر الرواية اختصارا لا يخل بالمعنى.
- إن التفسير بالمأثور - أعني تفسير القرآن بالقرآن، وتفسيره بما أثر عن الرسول صلى الله عليه وسلم وبما أثر عن الصحابة الذين شهدوا التنزيل، وبما أثر عن التابعين الذين تتلمذوا على أيدي الصحابة - وهذا اللون من التفسير يعتبر هو الأساس لفهم القرآن الكريم.
- إن الروايات التفسيرية ليست محصورة في كتب التفسير بالمأثور، بل كثير منها مبثوثة في بطون كتب أخرى، ككتب التخاريج على التفاسير، وكتب شروح الحديث والجوامع، وكتب المغازي والسير، وغيرها من كتب الفنون الإسلامية. وكثير من هذه الروايات مخرجة في كتب تعتبر في عداد المفقود إلى الآن، فجمع تلك الروايات من تلك المصادر تعتبر محاولة لجمع تلك الكتب المفقودة.
- إن إبراز جانب التفسير عند الحافظ ابن حجر يحتاج إلى عمل مستقل، وذلك بجمع أقواله في التفسير - عدا الروايات والنقولات -، وقد قدّم هذا الموضوع إلى جامعة الإمام بالرياض لرسالة ماجستير، من أول سورة الفاتحة إلى آخر سورة الأنفال.
وفي الختام أقول: لم أدّع أني وفّيت الموضوع حقه، وحسبي أني بذلت فيه قصارى جهدي، فما كان فيه من صواب فذلك من توفيق الله وحده، ومن كان فيه من خطإ فمني ومن الشيطان، وأسأل الله المولى جلّ شأنه المغفرة.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.