إحداها: أن يُصرَّح بالمضاف إليه، كـ (جئتُك بعد الظُّهر) ، و (قبل العصر) ، و (من قبله) و (من بعدِه) . الثّانية: أن يُحذف المضاف إليه وينوى ثُبوت لفظِه، فيبقى الإعراب وترك التّنوين كما لو ذكر المضاف إليه، كقوله: (وَمِنْ قَبْلِ نَادَى كُلُّ مَوْلَى قَرَابَةً) أي: ومن قبل ذلك. الثّالثة: أن يُحذف ولا ينوى شيء، فيبقى الإعراب، ولكن يرجع التّنوين؛ لزوال ما يُعارضه في اللّفظ والتّقدير. والبيتُ الّذي ذكره الشّارحُ شاهدٌ على هذه الصّورة. يُنظر: أوضح المسالك ٢/٢١١. ٢ في ب: تعرب. ٣ في كلتا النّسختين: قدمًا، وهو تحريف، والصّواب ما هو مثبَت. ٤ هذا بيتٌ من الوافر، وهو ليزيد بن الصَّعِق. والشّاهدُ فيه: (قبلاً) حيث قطعه عن الإضافة فلم ينوِ لفظ المضاف إليه ولا معناه؛ ولذلك أُعرب منوَّنًا. يُنظرُ هذا البيتُ في: معاني القرآن للفرّاء ٢/٣٢٠، ٣٢١، والمقتصد ١/١٥١، وشرح المفصّل ٤/٨٨، وشرح الكافية الشّافية ٢/٩٦٥، وتذكرة النُّحاة ٥٢٧، وشرح الشّذور ١٠٣، وابن عقيل ٢/٦٩، والمقاصد النّحويّة ٣/٤٣٥، والتّصريح ٢/٥٠، والخزانة ١/٤٢٦، وشعرُه ـ ضمن أشعار العامريّين الجاهليّين ـ ٦١. وورد البيتُ في بعض المصادر (الفُرات) بدل (الزُّلال) ، وفي بعضِها (الحميم) بدل (الزُّلال) ؛ والصّحيح رواية (الحميم) ؛ لأنّه من قصيدة ميميّة مطلعُها: أَلاَ أَبْلِغْ لَدَيكَ أَبَا حُرَيْثٍ ... وَعَاقِبَةُ المَلاَمَةِ لِلمُلِيمِ يُنظر: أشعار العامريّين الجاهليّين ٦٠.