للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو حرف جرّ؛ تقول: (ما زيدٌ آكِلاً طعامك) ولو قدّمت (الطّعام) على (زيد) لم يجز [إلاّ أن] ١ ترفع الخبر، [نحو] ٢: (ما طعامك زيدٌ آكل) ، ومنه قولُ الشّاعر:

وَقَالُوا تَعَرَّفْهَا٣ المَنَازِلَ مِنْ مِنًى ... وَمَا كُلُّ مَنْ وَافَى مِنًى أَنَا عَارِفُ٤

وتقولُ: (ما عندك زيد مقيمًا، وما بي أنت معنيًّا) - بالتّقديم٥-؛


١ ما بين المعقوفين ساقطٌ من ب.
٢ ما بين المعقوفين ساقطٌ من أ.
٣ في أ: أتعرفها.
٤ هذا بيتٌ من الطّويل، وهو لمزاحم بن الحارث العقيليّ.
و (تعرّفها) : تطلب معرفتها، وأسأل النّاس عنها. (ومنى) : مكانٌ معروف قريبٌ من مكّة.
والشّاهد فيه: (ما كلّ مَن وافى منى أنا عارف) على رواية نصب (كلّ) حيث أبطل الشّاعر عمل (ما) النّافية فرفع بعدها المبتدأ والخبر جميعًا؛ وهُما: (أنا عارف) ؛ لأنّ معمول الخبر - وهو: (كلّ مَن وافى منى) قد تقدّم على المبتدأ؛ وهذا المعمول ليس ظرفًا ولا جارًّا ومجرورًا.
ويجوز على رواية رفع (كلّ) أن تكون (ما) مهملة، وأن تكون عاملة؛ لأنّه لم يتقدّم فيها معمول الخبر.
يُنظر هذا البيتُ في: الكتاب ١/٧٢، والخصائص ٢/٣٥٤، وابن النّاظم ١٤٧، واللّسان (عرف) ٩/٢٣٧، وأوضح المسالك ١/٢٠١، والمقاصد النّحويّة ٢/٩٨، والتّصريح ١/١٩٨، والأشباه والنّظائر ٢/٢٣٣، والأشمونيّ ١/٢٤٩.
٥ أي: تقديم معمول خبر (ما) على اسمها؛ أجازوا ذلك في الظّرف والجارّ والمجرور.
ابن النّاظم: ١٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>