والظّاهر أنّ هذا السّقْط من النُّسّاخ؛ ويُقال في استكماله: إنّ الشّارح قد أورد هذا الكلام لبيان أنّ (نعم) و (بئس) يقتضيان فاعلاً؛ إمّا معرّفًا بالألف واللاّم، نحو: (نعم الرجل زيدٌ) ؛ وإمّا مضافًا إلى المعرّف بها، نحو: (بئس صاحب العشيرة بشر) ؛ وإمّا مضافًا إلى مضاف إلى ما فيه الألف واللاّم، نحو: (نعم غلامُ صاحب القوم) . والنّوع الأخير من أنواع فاعل (نعم) و (بئس) ذكره الشّارح عندما قال: "وإمّا أنْ يكون مضمَرًا ... ". يُنظر: شرح المفصّل ٧/١٣٠، وشرح الكافية الشّافية ٢/١١٠٥، وابن النّاظم ٤٦٩، والتّصريح ٢/٩٥، والأشمونيّ ٣/٢٨، ٣١. ٢ اختلف العلماء في (أل) الّتي في فاعل (نعم) و (بئس) على قولين: فذهب الجمهور إلى أنّها جنسيّة. وذهب قومٌ إلى أنّها عهديّة. والّذين قالوا بالجنسيّة اختلفوا على قولين: أحدهما: أنّها للجنس حقيقة؛ فالجنس كلّه ممدوح أو مذموم، والمخصوص مندرجٌ تحته لأنّه فردٌ من أفراده؛ ثمّ نصَّ عليه كما ينصّ على الخاصّ بعد العامّ الشّامل له ولغيره. والثُاني: أنّها للجنس مجازًا؛ لأنّك لم تقصد إلاَّ مدح معيَّن، ولكنّك جعلته جميع الجنس مبالغة. واختلف القائلون بالعهد على قولين - أيضًا -: أحدهما: أنّها لمعهود ذهنّي فهي مشار بها إلى ما في الأذهان من حقيقة رجل، كما تقول: (اشتر اللّحم) ولا تريد الجنس ولا معهودًا تقدّم. والثّاني: أنّها للعهد في الشّخص الممدوح، كأنّك قلت: (زيدٌ نعم هو) . يُنظر: الكتاب ٢/١٧٧، والمقتضب ٢/١٤١، ١٤٢، وشرح المفصّل ٧/١٣٠، والارتشاف ٣/١٦، وابن عقيل ٢/١٥١، والتّصريح ٢/٩٥، والهمع ٥/٣٠، والأشمونيّ ٣/٢٩.